أنصار الله الرافعة للمشروع الوطني التحرّري ..
الهدهد / مقالات
بقلم/ علي القحوم
بعد كُـلّ هذه السنين من العدوان بات عنوان القوى الوطنية وعلى رأسها أنصار الله ليس خفياً على أحد، بل كان ولا زال عنواناً لمسمى حقيقي موجود على الأرض ارتقى بعمله النضالي وتضحياته الجسيمة إلى ما فوق حسابات السياسة وتقدير المصالح الضيقة والعناوين المؤطرة والتقوقع في حلقة مفرغة تدور حول نفسها، فهم غيّروا مجرياتِ الأحداث وأحبطوا وأفشلوا كُـلّ المخططات الاستعمارية، وهم بذلك يستحقون بان يكونوا صمام أمان (يمن الإيمان والحكمة ) ولكل عربي ومسلم غيور على دينه وحريته.. فهم فعلاً ضمير الأمة ولسان حالها وقلبها النابض مهما حاول الأعداءُ عبثاً أن يعيدوا هذه الأمة إلى مربع الاصطفاف والتخندق لحسابات محدودة.. وهم من يتخلقون بأخلاق القرآن في الرحمة؛ ولأنهم كبار ينأون بأنفسهم عن التفاصيل ويسامحون ويغفرون ويبادرون ويتواضعون في نفس الوقت، فهم فعلاً الرافعة الوطنية لمشروع وطني متحرّر من الهيمنة والوصاية الخارجية.. فلا أحد ينكرُ أن القوى الوطنية وعلى رأسها أنصار الله تمثّل معادلةً صعبة على المستوى المحلي والدولي فهم كانوا ولا زالوا ركناً من أركان قلاع الصمود والعزة المتبقية في زمن الاندحارات..
فعندما نجمع بين حسابات عوامل القوة والضعف وحسابات الفرص والمخاطر نلاحظ أن تأثيرَ عامل أنصار الله قد أدى إلى تغيير كامل المعادلات وقد شمل الأبعادَ الإستراتيجية في الجغرافيا السياسية والميزان العسكري.. حيث يعمل دائماً القائد سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله جنباً الى جنب مع الشرفاء في هذا الوطن في بلسمة الجراح والعمل على تضميدها وإطفاء الحرائق وصب الماء الساخن فتتبخر المؤامرات ويتلاشى صُنَّاعها ويتحوّل هذا وقعاً صاعقاً على رؤوس المتآمرين..
إن خطاباته الهامة تمثلُ خارطة طريق في كُـلّ مرحلة تحَدٍّ تواجه اليمن والشعب اليمني وهذا ليس بسبب مفرداتها القوية البلاغية فحسب بل بسبب المحتوى المضموني والذي ينطوي في مضمون هذه الخطابات على ما يمكن تسميته اللحظة الإستراتيجية التي تشكلُ النقطةَ الفاصلة التي يجب أن تتم مراجعةُ كُـلّ الحسابات الإستراتيجية المتعلقة باليمن والمنطقة..
في المقابل هناك قوىً يمنيةٌ جعلت من نفسها مطيةً للمستعمر الغازي وأداة قذرة ومِعْوَلَ هدم في ظل تسويق أنفسهم في سوق النخاسة والعمالة والارتزاق، وهنا نقول: إن الأحداث أثبتت جلياً أن أنصار الله قوة سياسية شعبية لا يمكن تجاهُلُها، وهم الوحيدون فعلاً في حمل مشروع التحرّر الوطني والتخلص من التبعية والارتهان..
ففي ظل هذه المعادلات تصيرُ الحركة السياسية والإعلامية النشطة غيرَ مؤهلة لإحداث الاختراق المنشود.. ومن ثَمَّ يتبلور المشهدُ اليمني ليرسمَ قاعدةً حتميةً أنه لن يستقر اليمن ما دام والأمريكان ودولُ الاستكبار العالمي لهم اليد الطولى فيه؛ ولذلك لا بد من قطع هذه اليد لتصبح اليمن آمنة ومستقرة ولكي لا تنحدرَ نحو الانهيار الدراماتيكي..