المكاسب الثابتة في مشاورات السويد
الهدهد / مقالات
بقلم / إبراهيم السراجي
نجحت مشاوراتُ السويد، فيما لو التزم تحالفُ العدوان بمخرجاتها ومضى في تنفيذها، في رفع جزء من معاناة الشعب اليمني، وهو ما لم يكن ليتحقّقَ لولا أن الوفدَ الوطني ذهب إلى هذه المشاورات وضع نصبَ أعينه العملَ على رفع هذه المعاناة بشكل كامل وشامل بوقف العدوان برمته، كما نجح الوفد أيضاً في كشفِ الكثير من الحقائق أمام العالم مستغلاً تواجُدَه في هذه المشاورات.
وبالنظر إلى ما تم النجاحُ في الوصول إلى اتفاق حوله كان نتيجةً لإرادة الوفد الوطني وما تعثر من ملفات أُخْــرَى؛ بسببِ تعنُّت وفد الرياض والتي منها قضية مطار صنعاء، وبالتالي أثبت وفدُنا الوطني أمام العالم أنه ممثلٌ لكل الشعب اليمني بكل فئاته التي تجمعها المعاناة الناجمة عن العدوان وممثلٌ للشريحة الأكبر من هذا الشعب الرافض للعدوان والحصار، فيما ظهر الطرفُ الآخر مجرداً من أيِّ انتماء لليمن وشعبه، بل إنه فاوض من منطلق الحرص على إبقاء معاناة الشعب اليمني، معبراً عن رغبة دول العدوان وأَهْدَافها.
ويجب أن يعرف الجميع أن الوفد الوطني قدم بكل فخر تنازلاتٍ لا يمكن وصفُها بأنها لصالح العدوان بل لمصلحة اليمنيين وهي تنازلاتٌ ترفعُ من شأن من قدّمها وليس العكس، كما أنها تنازلات إنسانية لم تأتِ من منطلق ضعف؛ لأَنَّه لو كانت قوات الجيش واللجان الشعبية على الأرض في موقف ضعف في الحديدة لما فكّر تحالف العدوان بعقد مشاورات في السويد من الأساس، ولكن الحقيقة هي العكس تماماً فانصياعُ تحالف العدوان للمشاورات ناجمٌ عن تقديره للحالة الميدانية لأتْباَعه وعجزهم عن احتلال مدينة الحديدة رغم ما توفّر لهم من دعم عسكري ومالي وإعلامي لم يحظَ به أي طرف مقاتل في المنطقة برمتها.
صحيحٌ أن تحالُفَ العدوان طرفٌ منفلت ومتعجرفٌ ومتوقَّعٌ منه أن ينال من اتفاق السويد أو نقض الاتفاق برمته، إلا أن ذلك لن يؤثرَ على وضع الجيش واللجان الشعبية على الأرض وستعود الأمور إلى حيث كانت، وفي هذه الحالة سيكونُ الوفد الوطني قد حقّق مكاسبَ كبيرةً أمام الشعب اليمني أولاً وأمام العالَم ثانياً، من خلال إظهار تحالف العدوان على حقيقته الرافضة للسلام، وكذلك فقد كانت المشاورات بحد ذاتها فرصةً أطلَّ خلالها أعضاءُ الوفد الوطني من خلال كبرى وسائل الإعلام العالمية وقدّموا رؤيتَهم المتوازنةَ للحل السياسي الشامل وعبّروا عن إرادةٍ حقيقيةٍ في الشراكة مع جميع المكونات اليمنية، ونجحوا في إبطال مفعول أربع سنوات من التضليل السياسي والإعلامي الذي مارسته دولُ العدوان من خلال آلتها الإعلامية والسياسية الضخمة المموّلة بأموال النفط.
أخيراً نستطيع القول إن الوفدَ الوطني تمكّن من تحقيق مكاسبَ ثابتةٍ في مشاورات السويد لا يمكنُ أن تتغيَّرَ حتى لو قام تحالُفُ العدوان بنقض ما تم الاتفاقُ عليه.