نيويورك تايمز : الغارات الخاطئة أودت بحياة 4600 يمني امريكا شريكة اساسية في العدوان
الهدهد – واشنطن
أكد تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم، إن الولايات المتحدة ببيعها أسلحة للسعودية تكون قد تركت بصمتها في العدوان على اليمن التي حصدت أرواح آلاف المدنيين، وخلفت دمارا هائلا في المنشآت والبنية التحتية.
وتناول التحقيق الدور الأميركي في الحرب التي يشنها تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات على اليمن.
ويفيد التحقيق بأن ضلوع أميركا في الحرب لا يقتصر على الطائرات الحربية من طراز أف-15، بل يتعداه إلى خبراء الصيانة والفنيين الأميركيين الذين يقدمون خدمات مساعدة للجيش السعودي.
وفي غرفة عمليات الحرب الجوية بالعاصمة الرياض يجلس قادة الجيش السعودي جنبا إلى جنب مع الخبراء العسكريين الأميركيين الذين يزودونهم بالمعلومات الاستخباراتية والمشورة الفنية “بهدف منع السعوديين من قتل المدنيين اليمنيين” كما تقول نيويورك تايمز.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن البصمة الأميركية واضحة في كل مناحي الحرب الجوية على اليمن، حيث أودت الغارات “الخاطئة” بحياة أكثر من 4600 مدني.
وتقول أيضا إن قرابة مئة عسكري أميركي يقدمون المشورة أو المساعدة للتحالف في حرب اليمن، منهم أقل من 35 فردا ملحقا بالعمل في السعودية.
وتضيف أن السعودية تعد ثالث أكبر دولة تمتلك أسطولا من مقاتلات أف-15 في العالم بعد الولايات المتحدة وإسرائيل “لكن طياريها بالكاد حلقوا بها”.
وقد أثارت حصيلة القتلى -حسب الصحيفة- نقاشا محموما في واشنطن حول التحالف المحفوف بالمخاطر مع السعودية تحت حكم ولي عهدها محمد بن سلمان الذي يعتمد على الدعم الأميركي في الحرب الجوية.
وتضيف الصحيفة أن الحرب المتعثرة باليمن باتت تمثل “مأزقا إستراتيجيا وأخلاقيا” للمسؤولين الأميركيين، إذ قلبت رأسا على عقب الفرضيات التي على أساسها استندت سياسة بيع الأسلحة الفتاكة لحليف “ثري” قلما استخدمها حتى وقت قريب.
وقد شكلت حصيلة الخسائر البشرية معضلةً مقلقة تكمن في كيفية مواصلة دعم الحليف السعودي، وفي نفس الوقت تفادي ارتكاب تجاوزات أثناء الحرب.
وتطرقت الصحيفة في تحقيقها إلى الانتهاكات والفظائع التي ارتكبها التحالف بقيادة السعودية في اليمن، لاسيما سقوط ضحايا مدنيين إثر غارات جوية “شُنت بالخطأ”.
وتشير الصحيفة إلى أن وزارتيْ الدفاع والخارجية الأميركيتين نفتا علمهما باستخدام قنابل أميركية في أعنف الغارات الجوية التي استهدفت صالات أفراح ومساجد وحتى جنازات.
وقال مسؤول كبير سابق بالخارجية إن واشنطن على اطلاع بسجلات أي ضربة جوية على اليمن منذ أيام الحرب الأولى.
ومضت في تحقيقها إلى القول إن المسؤولين العسكريين الأميركيين -الذين تم إلحاقهم بغرفة العمليات الحربية للتحالف بالرياض- لاحظوا أن الطيارين السعوديين “غير المتمرسين” كان يحلقون في ارتفاعات شاهقة “لتفادي نيران العدو”.
وقال هؤلاء المسؤولون إن هذا التكتيك من جانب الطيارين السعوديين قلل من احتمالات تعرضهم للخطر، لكن ذلك كان على حساب المدنيين الذين باتوا عرضة لقصف يفتقر للدقة.
بل إن ضباط التحالف أخلوا في بعض الأوقات بتسلسل القيادة لديهم، مثلا في إحدى الغارات -التي أودت بحياة 155 شخصا كانوا يشيعون جنازة- كان ضابط برتبة صغيرة هو من أصدر الأوامر بشن الغارة عليهم مخالفا بذلك أمرا من ضابط أعلى رتبة منه.
وفي خلاصة تحقيقها، نقلت نيويورك تايمز عن دانيال بايمان الأستاذ بجامعة جورج تاون وصفه لحرب اليمن بأنها “كارثة إستراتيجية” حاقت بالسعودية “فليس ثمة ما يوحي بأن الغارات الجوية ستلحق الهزيمة باليمنيين”.