هل سوف تنقذ زيارة غريفيث للحديدة اتفاق السويد؟
الهدهد / متابعات
وصل مبعوث الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، اليوم الثلاثاء، إلى محافظة الحديدة، فى أول زيارة له للمدينة منذ اتفاقات السويد الشهر الماضي، لمحاولة تنفيذ الاتفاق في وقت أختار الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس الجنرال الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد ليحل محل الرئيس الهولندي لبعثة المراقبين الأمميين في اليمن باتريك كاميرت الذي عين قبل شهر واحد فقط.
وبعد أسبوع واحد فقط على زيارته الأخيرة لصنعاء، وللمرة الثالثة في غضون شهر، عاد المبعوث الأممي إلى اليمن، حاملاً معه نَفَساً إيجابياً في ما يتصل بمستقبل اتفاقات السويد، يظلّ تحوّله إلى خطوات عملية على الأرض رهن الأيام المقبلة.
لكن المؤشرات التي سُجّلت خلال الساعات القليلة الماضية أنبأت بإمكانية حدوث اختراق من شأنه حلحلة العقد المستعصية، خصوصاً على مستوى اتفاق الحديدة.
وبحسب صحيفة الاخبار اللبنانية أشارت المصادر إلى أن ممثلي حكومة الإنقاذ في اللجنة غادروا، ليل الإثنين – الثلاثاء، إلى الحديدة، تمهيداً أيضاً لعودة الاجتماعات التي تبحث تثبيت وقف إطلاق النار وعملية إعادة الانتشار.
وتوقعت المصادر أن يتمّ اليوم، كذلك، “فتح الطرقات إلى مطاحن البحر الأحمر” التي تعرّضت قبل أيام لقصف مدفعي أدى إلى تضرّر صومعتين منها، مضيفة أن هذا سيمثل أول خطوة باتجاه فتح المسارات الإنسانية، على أن يليها فتح طريق كيلو 16، الطريق الرئيس الرابط بين صنعاء والحديدة، والذي تمرّ عبره أغلب المساعدات الإنسانية إلى المحافظات الشمالية.
وأجرى غريفيث، أمس، سلسلة لقاءات في صنعاء، كان أبرزها مع السيد عبد الملك الحوثي، الذي جدد التزام الحركة بتفاهمات استوكهولم، متهماً الطرف الآخر بالتعنت والهروب من تنفيذ الاتفاقات، ووضع العراقيل في سبيل تنفيذها.
وأشار الناطق باسم أنصار الله، رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، إلى أن السيد عبدالملك لفت إلى ما يواجهه ملف الأسرى من صعوبات وعراقيل تثبت عدم الجدية التي باتت واضحة من قِبَل الطرف الآخر.
كذلك، التقى غريفيث رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي.
وشدد المشاط خلال اللقاء على ضرورة قيام رئيس الفريق الأممي بوضع خطة مزمّنة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، في حين تحدث الراعي عن أهمية إعادة الانتشار وفتح الطرق في الحديدة، بحسب ما اتُفق عليه في استوكهولم.
وأكد غريفيث، من جهته، أنه سيعمل على إلزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق خلال زيارته للحديدة، لافتاً إلى أهمية وجود مراقبين في مطاحن البحر الأحمر وفي الطريق المؤدي إليها.
وقال عضو وفد صنعاء التفاوضي، سليم المغلس، إنه يُفترض بعد زيارة غريفيث أن يكون هناك وضوح في الصورة لدى كاميرت، وأعضاء لجنة التنسيق من الطرف الآخر، في ما يتصل بماهية الاتفاق وتفاصيله، من دون أي غموض، مؤكداً أن المبعوث الأممي سيعمل جاهداً على اتخاذ خطوات جادة من أجل تنفيذ اتفاق الحديدة.
وأشار إلى أن غريفيث تناول في لقاءاته في صنعاء بقية الملفات الإنسانية والاقتصادية كمطار صنعاء والملف الاقتصادي، حيث يسعى إلى إحداث تقدم فيها قبل إجراء أي مشاورات مقبلة.
من جهته، توقّع عضو المجلس السياسي الأعلى، سلطان السامعي، أن يتم استئناف خطوات تنفيذ اتفاقات السويد على الأرض خلال الأيام المقبلة، لافتاً إلى أن صنعاء تلمس اهتماماً دولياً بتنفيذ الاتفاق، مستدركاً بأن كل المؤشّرات تفيد بأن دولة الإمارات لا تريد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، بينما الطرف الآخر لا يمتلك قراره.
غريفيث أقر بوجود تأخير في تنفيذ الجداول الزمنية المقترحة للانسحاب من مدينة الحديدة الساحلية في وقت تقف فيه البلاد على شفا المجاعة.
وكتب على تويتر: الجداول الزمنية المبدئية كانت طموحة نوعا ما… نتعامل مع وضع معقد على الأرض.
منظمات الإغاثة التي اجتمعت في لندن، قالت إن اليمنيين يواجهون صعوبة في إطعام أطفالهم في أجواء باتت تمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
إيزابيل موسارد كارلسن المسؤولة بمنظمة (العمل ضد الجوع) قالت إن زيادة المساعدات ليست الحل الوحيد لتخفيف معاناة الشعب اليمني. وأضافت “أعتقد أن علينا أن نقول بوضوح شديد إننا بحاجة إلى حل سياسي لهذا الصراع”.
وتحتشد قوات التحالف السعودي الإماراتي على مشارف الحديدة، وتم الالتزام بالهدنة في الحديدة إلى حد بعيد منذ دخولها حيز التنفيذ قبل نحو شهر لكن المناوشات مستمرة.
وقال رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام في تغريده له على تويتر إن قوى العدوان تثبت عمليا أنها من تعرقل خطوات السلام وخروقاتها باتت تتسع بشكل أكبر.
وأضاف فيما فريق نزع الألغام في مدينة الحديدة يقوم بمهامه لفتح الطريق الى مطاحن البحر الاحمر وفقا لاتفاق مع المنسق الأممي وبحضور فريقه قامت قوى العدوان باستهداف المهندس محمد فؤاد العذري سقط شهيدا على الفور لتثبت قوى العدوان عمليا انها من تعرقل خطوات السلام.
وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع قال إن خروقات مرتزقة العدوان المتواصلة تكشف حقيقة نواياهم وعدم جديتهم في تنفيذ التزاماتهم التي وقعوا عليها في السويد واستخفافهم الكبير بالفريق الاممي الذي كان متواجدا في المكان الذي استشهد فيه المهندس العذري للاشراف على فتح الطريق من كيلو 13 باتجاه مطاحن البحر الاحمر.
ودعا المتحدث الرسمي الأمم المتحدة والفريق الاممي الى تحمل مسئوليتهم إزاء الخروقات المستمرة للعدوان ومرتزقته في الحديدة مطالبا المبعوث الاممي ورئيس فريق المراقبين بإدانة تلك الخروقات وإعلان الطرف الاخر باعتباره طرفا معرقلا للاتفاق.
كما نفذت معلمات وطالبات مديرية الميناء محافظة الحديدة وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة بمدينة الحديدة تنديدًا بالصمت الدولي إزاء الجرائم التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي وخروقاته المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي الوقفة التي حضرها قيادة وموظفو مكتب التربية والتعليم بالمحافظة أكدت المشاركات أن ما تتعرض له المحافظة من خروقات مستمرة وجرائم وحشية بحق الأطفال والنساء وكل مقومات الحياة لن تزيدهن إلا صموداً وقوة في مواجهة تحالف العدوان.
وأشارت المشاركات إلى أن الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدوان في المحافظة رغم وجود لجنة المراقبة الأممية لن تثنيهن عن ممارسة حياتهن الطبيعية ومواصلة رسالتهن السامية في التعليم والتعلم.
وطالبن الأمم المتحدة بموقف جاد ومسؤول تجاه قوى العدوان لإثنائها عن مواصلة جرائمها بحق المواطنين الأبرياء.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أبلغ مجلس الأمن في رسالة بأنه سيعين رئيسا جديدا لمهمة المراقبة الدولية المكلفة بالإشراف على اتفاق سلام الحديدة.
كما قال غوتيريش، إن الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت سيحل محله اللفتنانت جنرال الدنماركي مايكل أنكر لوليسغارد الذي قاد فريق الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي عامي 2015 و2016.
لم يذكر سبب ترك كاميرت للمنصب، في الأسبوع الماضي نقل دبلوماسي كبير بالأمم المتحدة طلب عدم ذكر اسمه عن كاميرت قوله إنه سيضطلع بالمهمة لفترة قصيرة.
ولم يحدد تاريخا لبدء تولي مايكل أنكر لوليسغارد مهمته، كما لم توضح الرسالة أسباب ترك كاميرت منصبه الذي شغله أواخر الشهر الماضي فقط، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق ستوكهولم خلال مشاوراتهما في السويد ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وولد الجنرال لوليسغارد عام 1960، وعمل في الجهاز العسكري الملكي الدنماركي منذ عام 1984، كما عمل ضمن القوات الدولية في العراق عام 2006، وكان قائداً لقوات دعم السلام في سراييفو من عام 2007 حتى 2009.
كذلك قاد لوليسغارد القوات الدولية للعاملين في مالي لعامي 2015 و2016، ومثل بلاده منذ عام 2017 كممثل عسكري في حلف شمال الأطلسي وفي الاتحاد الأوروبي حتى اليوم.
ولم يُعلَم بعد موعد استئناف اجتماعات لجنة التنسيق في مدينة الحديدة، وما إذا كان كاميرت سيتولّى بنفسه هذه المهمة، في ظلّ وجود بديل له، بحسب ما تؤكد المصادر .