اليمنيون على حافة الهاوية ولا نهاية لاطماع العدوان السعودي الاميركي
خلال السنوات الأربع الماضية عانت الكثير من الأسر في مختلف المحافظات اليمنية من العديد من الأمراض جراء الحصار المطبق عليهم من قبل تحالف العدوان ومرتزقته، الأمر الذي أدى إلى ازدياد عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء وانعدام الدواء في ظل إمعان دول العدوان بتأزيم الأوضاع الإنسانية في اليمن.
وقد حملت المنظمات الدولية والانسانية دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي المسؤولية الكاملة عن الوضع الكارثي وتدهور الخدمات الصحية في العديد من المحافظات اليمنية، وأوضحت تلك المنظمات بأن استمرار العدوان وحصاره الجائر على الموانئ الجوية والبحرية اليمنية أدى إلى تردي الأوضاع الصحية وزاد من معاناة المئات من المرضى اليمنيين جراء انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأكدت تلك المنظمات على مسؤولية تحالف العدوان عن الوضع الصحي المأساوي في اليمن، ودعت إلى التحرك الجاد لإنقاذ المرضى من خلال السماح بدخول الأدوية والمستلزمات الطبية أو إخراج المرضى للعلاج في مستشفيات الخارج.
وفي أحدث موقف دولي حول الموضوع، وصفت “يانا براند”، ممثلة منظمة أطباء بلا حدود، الوضع المروع الذي يعيش فيه معظم أبناء الشعب اليمني ولا سيما في القطاع الصحي عبر صحيفة “فرانكفورتر فيرتشو” الألمانية، قائلة: “لقد انتشرت العديد من الأوبئة في جميع أنحاء البلاد، بسبب سوء الوضع الصحي، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية ولقد شهدت الأوضاع الصحية في اليمن بعد أكثر من أربع سنوات من الحصار الجائر، تدهورا كبيرا، وذلك بسبب قلة الأدوية وقلة عدد القوى العاملة النشطة في القطاع الصحي وذلك بسبب عدم دفع الرواتب للكثير منهم منذ عام 2016، ولهذا السبب أصبحت الظروف المعيشية لمعظم الناس أكثر صعوبة يوما بعد يوم”.
وأضافت براند: “الناس ليس لديهم ما يكفي من الأموال لدفع تكاليف السفر ولا يمكنهم تحمل تكاليف العلاج والخدمات الصحية، وبسبب الحرب الدائرة في اليمن أصبحت البنية التحتية الصحية مدمرة وهذا الأمر أثر بشكل كبير على حياة الناس في هذا البلد الفقير”.
كما اعلنت منظمة أطباء بلا حدود إنها ستواصل تعليق نشاطها في عدن لعدم اتخاذ سلطات الرئيس المستقيل المدعوم من الرياض عبد ربه منصور هادي إجراءات لتحسين الوضع الأمني في المدينة.
واكدت المنظمة في بيان على مواصلة المنظمة إيقاف نشاطها في مدينة عدن، جنوبي البلاد أسبوعين إضافيين على خلفية إختطاف وقتل أحد نزلاء المستشفى التابع لها في وقت سابق من الشهر الجاري.
المنظمة الدولية التي تقدم خدماتها الطبية في مدينة عدن منذ العام 2012 قالت إن سلطات هادي لم تتخذ أي إجراءات ملموسة حتى الآن، وأعربت عن قلقها البالغ على الموظفين والمرضى نتيجة لما قالت أنه إنعدام الأمن حول المستشفى التابع لها شمالي المدينة.
من جهته، أعرب وزير الصحة اليمني الدكتور “طة المتوكل” بأن الحرب العبثية التي شنها تحالف العدوان على اليمن تسببت في إغلاق 45% من المراكز الصحية، إما لتدميرها خلال الحرب، أو بسبب انقطاع ميزانيتها بسبب الحرب الاقتصادية التي مارسها العدوان والحصار، متهما في الوقت ذاته “سلطة هادي”، بقطع مرتبات العاملين في القطاع الصحي بعد نقل البنك المركزي إلى عدن.
كما دعا المتوكل المنظمات الدولية العاملة في الجانب الصحي لتوحيد الجهود وتوجيهها بما يتناسب مع الوضع الطارئ الذي تعيشه اليمن منذ أربعة أعوام وحذر “المتوكل” من حدوث كارثة صحية في اليمن إذا لم يتم اتخاذ إجراءات، وفي مقدمتها رفع الحصار عن اليمن.
وفي سياق متصل ذكر الناطق باسم وزارة الصحة اليمنية، يوسف الحاضري بأن القطاع الصحي في البلاد يعاني منذ 4 أعوام عجزا كبيرا في توفير أدنى مقومات الرعاية الصحية، مع انتشار الكثير من الأمراض الفتاكة، ما دفع بالأطباء إلى تحويل المرضى للعلاج خارج البلاد.
وأكد الحاضري على أن الكثير من المراكز الصحية والمستشفيات في معظم محافظات الجمهورية توقفت عن العمل بسبب تدميرها من قبل مقاتلات تحالف العدوان السعودي الأمريكي.
وأضاف الحاضري، قائلا: “الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن أصبح كارثيا بسبب العدوان والحصار”.
وفيما يتعلق بموضوع مكافحة انتشار مرض الكوليرا في عدد من مناطق اليمن، قالت براند: “بشكل عام، تلعب مياه الشرب دورا رئيسا في مكافحة انتشار مرض الكوليرا، وإذا لم يتم توفيرها، فإن الوباء سينتشر بشكل مخيف… لقد تم تدمير العديد من البنى التحتية للمرافق الصحية وبالتالي فإنها لا تعمل بشكل جيد في وقتنا الحالي وعدد من المستشفيات والمراكز الصحية المحلية أصحبت مغلقة، لقد قامت السعودية بتدمير الكثير من المباني والمراكز الصحية وهذا الأمر زاد الأوضاع سوءا… في الوقت الحالي لدينا مستشفى واحد فقط نقدم فيه الدواء بشكل مجاني للأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل، من الطبيعي أننا نقوم بجلب الكثير من المرضى، لكننا بحاجة إلى الكثير من المستلزمات الطبية أكثر مما تتخيل…. لدينا حوالي 100 من الأطباء الأجانب في اليمن، يعملون إلى جانب حوالي 2200 متعاون يمني، وعلى الرغم من أن هذا العدد كبير إلا أننا لا يمكننا تلبية جميع الاحتياجات الطبية”.
وخلصت براند في نهاية حديثها إلى القول: لقد دخلت الكثير من الأموال إلى اليمن على شكل مساعدات إنسانية، لكن ما نراه هو أن الجهات الفاعلة المحلية التابعة لحكومة هادي قد نهبت الكثير من هذه الأموال والمساعدات وبوصفنا أطباء بلا حدود، نأمل أن يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات مع المانحين الدوليين لتأمين إيصال هذه المساعدات إلى المحتاجين.
المنظمات الدولية تقول أن عدد ضحايا الحرب اليمنية فاق ال 50 ألف ضحية بينهم الصغار والنساء وأغلبهم استشهدوا تحت أسقف منازلهم، لم يكونوا مجمعات ارهابية مسلحة كما تدعي اميركا أو أنهم فارقوا الحياة نتيجة شح الأوضاع وفقد أي لقمة طعام قادرة على إبقاء النفس في صدورهم، كما تؤكد هذه المنظمات أن أكثر من 100 شخص يفارق الحياة أسبوعيا وهذا رقم غير ثابت يزداد أسبوعا تلو الأخر .
لكن الوضع اليمني بقدر ما يتيح للعدو الإسرائيلي والأمريكي فرصة التمدد إلى اليمن بقدر ما يفاجأ أعداء اليمن بالقدرات اليمنية التي أنشئت من العدم والبساطة وبمساندة دول دعم الحركات المقاومة في المنطقة، هذه القدرات باتت تهدد ممالك مسابقة الجمال والإبل، وهذه القدرات ذاتها التي يجمع اليمنيون برمتم حولها على أنها قادرة على تعزيز عوامل الصمود والانتصار وإن كان العالم بأسره يقف مع أمريكا.