هل يمكن للحوامل ومرضى الضغط والسكري الصيام؟
الهدهد / صحة
مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يرغب بعض المصابين بأمراض مزمنة كالسكري والضغط، وأيضا النساء الحوامل، بمعرفة هل يُسمح لهم صحيا بالصيام أم لا.
ويسعون أيضا في حال عدم وجود مانع طبي من الصيام إلى معرفة التدابير الاحترازية التي يجب عليهم اتخاذها، سواء من الجانب الصحي أو التغذوي، خاصة أن بعض هؤلاء المرضى يحتاجون لتناول الدواء بشكل يومي.
مرضى الضغط والسكري والقلب
أشار اختصاصي طب الأسرة والباطني، خالد أبو عرقوب، إلى أن “المصابين بالفشل الكلوي والسرطان في حالة كان نشطا يجب عليهم عدم الصيام”.
وتابع أبو عرقوب: “أما المرضى المصابون بأمراض الضغط والسكري، فيمكنهم الصيام، وأيضا المصابون بأمراض القلب إذا كان وضعهم الصحي مستقرا يمكنهم الصيام، وأما المصابون بالسكري النوع الثاني، فالأمر يعود حسب مقدرتهم على تحمل الصيام”.
وأوضح أنه “يجب على مرضى السكري تخفيف الأدوية، وتوزيعها على وجبتي السحور والفطور، وأيضا مراقبة درجات السكر في النهار، والحرص على عدم نزولها، وأيضا ضرورة مراقبة السكر بشكل منتظم في أول أيام شهر الصيام”.
ولفت إلى أنه في العادة يتم تخفيف الأدوية لمرضى السكري بمقدار الثلث، مضيفا: “في جميع الأحوال، يجب على مرضى السكري والضغط والقلب مراجعة الطبيب الذي يتابع حالتهم الصحية قبل شهر رمضان بيوم، وهو الذي يستطيع اتخاذ قرار صيام المريض من عدمه، حسب حالته الصحية”.
نصائح صحية لمرضى السكري والضغط
من جهته، قال اختصاصي الطب العام، عبد الله خليفات، إنه يجب على مرضى السكري والضغط حين ينوون الصيام القيام بما يلي:
تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الملح، خاصة المخلل.
تجنب تناول الأطعمة المقلية، وأيضا التي تكون نسبة الدهون والدسم فيها عالية.
تناول منتجات الحليب والألبان قليلة الدسم.
الحرص على جعل الخضروات والفواكه جزءا أساسيا من الوجبات الرمضانية.
استخدام الحبوب الكاملة في إعداد الأطباق الرمضانية بدلا من أنواع النشويات الأخرى.
التركيز على أخذ الدهون المفيدة والأحادية غير المشبعة مثل زيت الزيتون.
تناول البقوليات مرتين في الأسبوع على الأقل.
تناول السمك المشوي مرتين في الأسبوع على الأقل.
تجنب تناول اللحوم الحمراء، والتركيز على اللحوم البيضاء مثل الدجاج.
تناول المكسرات غير المملحة.
تجنب الحلويات واستبدالها الفواكه بها.
تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم كالموز والمشمش بكثرة.
شرب ما لا يقل عن لترين ماء مقسمة ما بين وجبتي الإفطار والسحور.
محاولة القيام بنشاط بدني ملائم بعد وجبة الإفطار.
ونصح خليفات أيضا باتباع هذه النصائح لوجبة السحور:
التركيز على تناول البقوليات والأغذية الغنية بالبروتين.
تجنب الموالح والمشروبات المحلاة والسكريات.
تجنب الأغذية الدسمة والمقالي.
التركيز على أخذ حصص كافيه من الفواكه الغنية بالبوتاسيوم.
تجنب مدرات البول من قهوة وشاي ومشروبات غازية.
تأجيل تناول وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك بفترة قليلة.
التركيز على الكربوهيدرات المعقدة كالخبز الأسمر.
تأجيل أخذ الدواء إلى ما قبل الإمساك بقليل حتى يمتد مفعوله فترة أطول.
التوقف عن الصيام
وأكد خليفات على ضرورة التوقف عن الصيام في الحالات التالية:
يجب قياس ضغط الدم باستمرار طوال النهار، وفي حال انخفاضه بشكل مفاجئ وبشدة في أثناء الصيام أو الشعور بالدوار، يجب التوجه للطبيب مباشرة، ويُفضل الإفطار.
حينما يصل ضغط الدم إلى 110/170، وأيضا عدم نجاعة العلاج لدى مرضى الضغط العالي، يُجدر بهم الإفطار.
في حال هبط ضغط الدم هبوطا حادا لدى مرضى الضغط المنخفض، فيجدر بهم الإفطار.
وأيضا، نصح خليفات مرضى السكري في حال ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر، وأيضا إصابتهم بالتعرق والإرهاق أو ارتفاع في وظائف الكلى، بوجوب وقف الصوم وعمل فحص للسكري.
الحامل والمرضع
تحتاج المرأة الحامل أو المرضعة إلى عناية صحية خاصة، فبعضهن يحتجن لتناول أدوية معينة أو أغذية تساعدهن في حماية صحتهن وصحة الجنين أو الرضيع.
وحول ما إذا كان يُسمح للحامل أو المرضعة بالصوم، قال اختصاصي النسائية والتوليد أسامة خالد: “بشكل عام، لا مانع من صوم الحامل أو المرضع”.
وتابع خالد: “أحيانا تتوافق فترة الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل مع رمضان. وفي هذه الفترة، تمر المرأة بمرحلة وحام الحمل، التي يترافق معها القيء والغثيان وهبوط ضغط الدم، ولهذا يكون الصيام صعبا”.
وأوضح أنه في هذه الحالة أيضا يمكن للمرأة الصوم برغم صعوبته، مضيفا: “ولكن بشرط الإكثار من شرب السوائل في الفترة ما بين الفطور والسحور، وفي حال حدوث تعب أو إعياء خلال الحمل يجب أن تفطر، ويمكنها اللجوء للنوم خلال فترات النهار قدر الإمكان”.
الأمراض النفسية
يحتاج بعض المصابين باضطرابات نفسية لتناول أدوية بشكل شبه دائم، فهل يمكن لهؤلاء الصوم؟
يرد اختصاصي الطب النفسي، وليد سرحان، على هذا التساؤل بالقول: “في معظم الأحوال، لا مانع من الصيام للمصابين باضطرابات نفسية”.
وتابع سرحان: “ولكن يُستثنى من ذلك الحالات الحادة، وأيضا التي تستعمل علاج الليثيوم أو مضادات الصرع ومثبتات المزاج التي يجب أخذها بتوزيع معين”.
وحول إذا ما كانت هناك تدابير معينة يجب على المرضى المصابين بحالات مرضية نفسية، ويُسمح لهم بالصوم اتخاذها، قال سرحان: “لا يوجد تدابير خاصة، فقط يجب عليهم الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج والمتابع لحالتهم”.