السعودية و أمريكا و حقيقة التزواج الكاثوليكي في علاقتهما
بقلم / عبدالمنان السنبلي
يبدو أن الأمريكان قد قرروا بصورة نهائية التخلي عن حليفتهم الإستراتيجية السعودية بجرها إلى المستنقع اليمني و تركها تغوص و تغرق فيه أكثر و أكثر .. كما هو معروف عن الأمريكيين أنهم في حالة قيام أحد حلفاءهم الإستراتيجيين كأسرائيل أو السعودية بالعدوان على دولةٍ ما، لا يمكن أن يسمحوا بتجاوز ذلك العمل العسكري سقفاً زمنياً معيناً لا يتجاوز الستين يوماً و ذلك خوفاً على حليفهم من إنعكاسات العدوان عليهم سلباً في حالة إستمر و طال أمد العدوان .. يتبين ذلك من خلال حروب إسرائيل كلها مع العرب حيث كان الأمريكيون يتدخلون لإيقاف أي حرب بالضغط على العرب من جهة و من جهة أخرى تقديم النصح للإسرائيلين بعدم جدوى إستمرارهم في العدوان، و هذا ما لمسناه جلياً في حرب تموز 2006 على لبنان و في العدوان على غزة في 2008 حيث أن الأمريكيين هم من قام بالضغط لإيقاف تلكما الحرب لما رأوا عدم قدرة الإسرائيليين على تحقيق أي هدفٍ معلن… بالعودة الى موضوعنا نجد أن الأمريكيين كانوا قد رموا بكل ثقلهم دعماً و تأييداً و دفاعاً عن حلفائهم السعوديين لدرجة أنهم خاضوا حربين في العراق لعيني النظام السعودي و حفاظاً على بقاءه، فلماذا اليوم و رغم دعمهم لوجستياً و عسكرياً قد تركوا السعوديين يغوصون في مستنقع العدوان على اليمن مع علمهم و إدراكهم العواقب الوخيمة و الكارثية التي ستطال مملكة آل سعود جراء تماديهم في عدوانهم و إستمرارهم فيه ؟! و هل فعلاً بدأ الأمريكيون بالتخلي عن حلفاءها السعوديين، و لماذا ؟!! في الحقيقة من ينظر إلى الجانب الخفي في تاريخ العلاقة السعودية الأمريكية، يكتشف أن ما كان يعتقده الناس ظاهرياً أنه ( زواجاً كاثوليكياً )في طبيعة العلاقة بين الإدارتين الأمريكية و السعودية لم يكن كذلك !! و أن إرتباط أمريكا بالنظام السعودي لم يكن نابعا إلا من مصلحة أمريكية بحتة – أمنية و إقتصادية !! فمن الناحية الأمنية، لولا السعودية لما تواجد الأمريكان بقواعدهم العسكرية و لا إحتلوا العراق، و لولاها أيضاً لما تمكنوا من القضاء على مشروع عبدالناصر و تفريخه و لا إستطاعوا إستنزاف الإتحاد السوفيتي إبَّان الحرب الباردة حتى إنهار و سقط نهائياً و لا ضمنوا حماية إسرائيل… أما من الناحية الإقتصادية، فلولا النظام السعودي لما صبت عائدات النفط السعودي الضخمة في بنوك أمريكا حتى و صلت إلى ثلاثة ترليون دولار كودائع و إستثمارات و إحتياطي نقدي، و لولاها أيضاً لما راج سوق السلاح الأمريكي و لا نفقت بضاعته، و لولا النفط السعودي لما إحتفظ الأمريكان بمخزونهم النفطي في باطن الأرض لقرونٍ قادمة ولا موّلوا حروباً في أكثر من منطقة … هكذا ظل الأمريكيون يستغلون حماقة و غباء النظام السعودي لعقودٍ طويلة خلت حتى لم تَعُد لديهم اليوم ذات جدوى خاصةً و قد حصلوا منها على كل ما كانوا يريدون و يطمعون، فكأني بهم اليوم قد قرروا التخلص منهم و إشغالهم في صراعاتٍ إقليمية مفتعلة ستقود في نهايتها إلى تفكك و إنهيار المملكة السعودية إلى دويلات متناحرة متنازعة يذهب ريحها، و يذهب الأمريكيون بالثلاثة الترليون دولار و فوائدها…
#معركة_القواصم