استخدام الهاتف المحمول قبل النوم ليلاً يشكل خطورة كبيرة على المخ والجهاز العصبي
رغم أن الكثيرين يعرفون أن استخدام الهاتف المحمول قبل النوم ليلاً يشكل خطورة كبيرة على المخ والجهاز العصبي، إلى جانب عدد من الأضرار الأخرى. إلا أن آخر الإحصائيات العالمية قد كشفت أن ما يقرب من 44% من أصحاب الهواتف المحمولة يتركون هواتفهم تحت وسائدهم أو بجانبها، من دون التفكير في المخاطر التي تسببها تلك العادات الخاطئة.
وتطلق الهواتف المحمولة ما يسمى الضوء الأزرق، وهذا النوع من الضوء يثبط إنتاج هرمون الميلاتونين، المعروف بأهميته لضبط عمل جسم الإنسان، والتحكم في دورات النوم والاستيقاظ، وعند حدوث خلل في مستويات الميلاتونين، تتزايد مخاطر تعرض الأفراد لعدد من الأمراض، التي تتراوح ما بين الاكتئاب والسرطان.
ورصد الموقع الأمريكي “بيزنس إنسايدر” عدداً من المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها التعرض للضوء الأزرق والتي تتمثل في الآتي:
- يؤدي التعرض لهذا الضوء إلى إلحاق ضرر كبير بالعين، فالتعرض المباشر للضوء الأزرق يمكن أن يحدث تلفاً في شبكية العين. وفي هذا الإطار حذرت المؤسسة الأمريكية لتحليل شبكية العين، من أن الضرر الناجم عن الضوء الأزرق قد يؤدي إلى ما يعرف بـ”الضمور البقعي” للشبكية، والذي يسبب فقدان الرؤية المركزية؛ أي فقدان القدرة على رؤية ما هو أمامك.
- قد تكون هناك أيضاً صلة بين إعتام عدسة العين والضوء الأزرق، على الرغم من أن هناك حاجة إلى المزيد من البحث في هذا الصدد. واستشهد “بيزنس إنسايدر” بطبيب العيون، قال إنه بدأ يستقبل مرضى في الـ35 من عمرهم، وقد أصيبوا بغيام على العين وإعتام بالعدسة، كما لو كانوا في السبعينيات من عمرهم. وعلى الرغم من أنه لا يمكن إثبات أن التعرض للضوء الأزرق يسبب فعلياً إعتام عدسة العين، فهذا الطبيب يعتقد أن هناك نوعاً من الصلة بين الأمرين، ولا تزال الأبحاث جارية حول تلك النقطة.
- التعرض للضوء الأزرق أثناء الليل يمكن أن يدمر عملية النوم. فالضوء الأزرق المشرق يعطل إنتاج الدماغ لهرمون الميلاتونين، الذي يساعد على تنظيم دورة النوم؛ الأمر الذي قد يخلف العديد من العواقب الصحية السلبية، مثل: السمنة، ومشاكل الذاكرة.
- ربط عدد من الباحثين بين اضطرابات النوم والتعرض للضوء أثناء الليل من جهة، ومخاطر الإصابة بالسرطان من جهة أخرى، ولا سيما سرطان الثدي والبروستاتا. فبالإضافة إلى كونه عاملاً مساعداً على النوم، يعمل هرمون الميلاتونين أيضاً كمضاد للسموم. وعلى الرغم من وجود حاجة لمزيد من الأبحاث في هذا المجال، أشار باحثون إلى أن الظلام يوفر حماية من السرطان.
- الضوء الأزرق قد يؤثر سلباً أيضاً على الصحة النفسية. وتوضح الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات الميلاتونين واضطرابات النوم، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.