تساؤلاتٌ لمَن التبست عليهم الأمور
الهدهد / مقالات
أحمد ناصر الشريف
هنا مجموعةٌ من التساؤلات لا نتوجَّهُ بها لأولئك الذين باعوا أنفسَهم وعقولَهم وضمائرهم للشيطان السعودي الأمريكي وأَصْبَحوا جنودَه المجنَّدة واحترفوا المتاجرة بالدين والوطن والقيم والمبادئ ليبقى اليمنيون منشغلين بصراعاتهم وحروبهم العبثية العدمية المثقلة بأحقاد مصطنعة تنتج فوضى مسيطراً عليها ومتحكماً بها، نرى نماذجها جلية وواضحة في أكثر من بلد عربي وإسْلَامي.. وإنما نوجهها لمن التبست عليهم الأمور على الأقل في البداية ربما لأسباب ومؤثرات متعددة قد تكون بعضها مبررة..
نقول لهؤلاء: إن ما يراد لكم ولوطنكم وشعبكم ولمستقبل أجيالكم أَصْبَح واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار كوضوح الحق والباطل، ولا يوجد أي اشتباه بينهما، لا سيما بعد مرور أكثر من عامين على العدوان الظالم والبربري ضد وطن الإيْمَان والحكمة والذي تشارك فيه أقوى دول العالم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً.
ولذلك عليكم يا هؤلاء العودة إلى جادة الوطن والاصطفاف ضد هذا العدوان الذي ترفضه إرَادَة وقناعة كُلّ القوى والأطراف الوطنية الواعية والمخلصة الشريفة والمؤمنة بحقيقة أن اليمن لكل أبنائه وأن مصلحته تكمن في أهمية الوصول إلى مصالحة حقيقية تؤدي إلى شراكة تتجسد في بناء دولة المواطنة المتساوية القوية القادرة والعادلة، وهو ما يتوجب علينا اليوم أن نستبين الرشد؛ لأن استبانته في الغد سيكون قد فات أوانه.
إن الطريق الصحيح إلى الحقيقة يجب أن يمر بالتعرف على الرأي والرأي الآخر ولا يكون أبداً بطمس أراء الآخرين أَوْ تسفيهها أَوْ الهروب من مواجهتها إما جهلاً بها أَوْ استعلاء عليها أَوْ رفضاً للنتائج من البدء.
وعليه فإن واجب من يدّعي العلم والمعرفة أن يسعى إلى إرساء قواعد الحوار التقريبي التي تقوم على وحدة بين شرائح المجتمع اليمني على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم في صف سياسي واحد لمواجهة الأَعْدَاء ونُصرة لقضايا الوطن وكذلك حفظ حرية التمذهب التي أَصْبَحت في واقعنا الراهن قضية القضايا داخل هذا الصف أَوْ ذاك ودمّرت بسببها دول وشعوب.. وأيضاً حفظ حرية التفكير والتعبير ضمن الأدب الإسْلَامي والإنْسَاني.. وبذلك نكون قد روّضنا جبهتنا الداخلية على التفاهم والحوار ومقاومة العدوان وهو ما يدعو إليه كُلّ عاقل وحكيم.
فهل يربأ أولئك الذين ما زال الشر متأصلاً في نفوسهم عن أفعالهم التي لن يضروا بها بالدرجة الأولى إلّا أنفسهم.. وهل يتقون الله ويحاولون أن يجعلوا من أنفسهم جسرَ اتصال وتقارب بين أَبْنَاء الشعب اليمني الواحد وأن تكون نواياهم وغاياتهم سليمة؟.. بدل استغلالهم لأي حدث أَوْ خطأ يقع فينطلقون منه لخدمة أهدافهم ومصالحهم الخَاصَّة على حساب مصلحة شعب بأكمله وكذلك تحريض الخارج على وطنهم وشعبهم انتقاما لفشلهم من كُلّ شيء وبأي شيءٍ، لدرجة أنهم ينسجون حكايات عن أَبْنَاء الشعب اليمني تصفهم تارة بالمجوس وتارة أُخْرَى بأنهم كفار؛ بهدف التحريض عليهم، مستندين إلى فتاوى بعض من أئمة الحرمين الشريفين المسيسون والذين ينطقون بلسان أسرة بني سعود الحاكمة والتي تقول إن قتال اليمنيين مقدَّمٌ على قتال اليهود وساعدهم على بث هذه الشائعات المغرضة عملاؤهم ومرتزقتهم في الداخل اليمني الذين جعلوا من الريال السعودي مقدساً.
رسالةٌ إلى الأبطال في عمق العدو
ها هم حُماة الديار مَن أذلوا الموت وقهروا الخوف.. عيونهم لا تمسها النار.. التابعون لعقيدة باتت تحرس في سبيل الله.. يا من قهرتهم عدو الله بصبركم وصمودكم وتحت ضرباتكم في عمق متاريسهم وبين آلياتهم المتناثرة على مفترق خطوط المواجهة.. أسقطتم أكْبر امبراطوريات تمتلك السلاح فأنهار الخط الدفاعي الأول للعدو السعودي تحت أقدامكم وسطوة مرمى نيرانكم..
فألف تحية وتحية إلى كُلّ المرابطين من الجيش واللجان الشعبية.. نقبّل هاماتكم الشمّاء التي رفعت هاماتنا عالياً.. لكم المجدُ والسؤددُ وللعدو الخزي المؤبد..
عاش الجيش واللجان الشعبية وعاش الشعب اليمني وتحيا الجمهورية اليمنية.