القنّاصُ الذي أحرق التحالفَ
الهدهد / مقالات
محمد عبدالله اللساني
شاهدنا ما بثه الإعلامُ الحربي، من مشهدٍ للقناص الذي نكّل بمعسكرٍ للمرتزِقة قبالة عسير، فهذا القناصُ مهمته في الأَسَاس قنصُ الأفرادِ من الغزاة ولكنه بحكمة المقاتل اليمني وفي لحظات، تحوّل إلى قناصٍ للمدرعات التي وصلت؛ بهدَفِ أخذ الجثث التي طالتها عينُ القناص اليمني، وكانت تقف في تحدٍّ سافر أمام القناص؛ وكونها مدرعة لم تدرك ولم يدرك سائقُها المرتزِق السعودي أنها تواجه هذا المجاهد “القناص” ورفاقه الأبطال، الذين يحملون إيماناً خالصاً في قضيتهم وقضية الشعب اليمني كما إخوانهم في كُـلِّ الجبهات منذُ أعوام، حيثُ يسطرون كما هذا القناص ورفاقه بطولاتٍ عظيمة وفي بعضها أَو معظمها لم يسمح الوقتُ والموقف لتصوير مشاهد عظيمة كهذه، فعطاؤهم وبطولاتُهم ظاهرةٌ في صمودهم.
ولكن أوجز هذا المشهد البطولي الذي يُعتبر جواباً لضعاف النفوس ولمن غرتهم الأباتشي والـ F16 وطيران التجسُّسي القتالي، وغرتهم الأموالُ معتقدين أن قوةَ أمريكا وتحالفَ الشر ومرتزِقتهم هم الطوفانُ والنصرُ المبين، فهذا القناصُ ورفاقُه وكلُّ المجاهدين المؤمنين بسيادة الوطن، هم خيرُ جواب للمرتزِقة وللعالم، فهذا البطلُ وبعضٌ من رفاقه المؤمنين وقناصةٌ صناعة يمنية ومعهم الله بجانبِ صخرة وكاميرا متواضعة، ولكن صدقَ القضية جعلتها فيلماً مكتملَ الأركان لم تخرجه سينما هوليود أَو بوليود، بل صدق الموقف الذي صنع من شُحِّ الإمْكَانات بطولاتٍ أذهلت العالمَ.
قناص يدرك أن للغزاة والمرتزِقة نقاطَ ضعف قاتلة في جسده، وأن للآليات المدرعة نقاطَ ضعف في هياكلها، فأحسن القناصُ التدبيرَ والتفكيرَ وسرعةَ البديهة حين جندل بالأعداء، لتأتي المدرعةُ مسعفةً فتلقى حتفها حرقاً ويأتي طقمٌ مدرعٌ منقذٌ لمن سبقوه فيلقى مصرعه حرقاً، وتأتي مدرعة ثالثة ولكن هولَ الموقف جعلها تفِرُّ مسرعةً، وعينُ القناص اختطفت أحد إطاراتها فكانت سرعتها أسرع من رصاصات القناص لتنفذ بهيكلها عرجاء محتميةً بجبلٍ حيثُ لا عاصمَ لها ولهم اليوم، ليصنع القناصُ نصراً بقوة الله وجعل من مقاتلي المرتزِقة أعجازَ نخلٍ خاوية ومن مدرعاتهم باهظة الثمن خردة محترقة برصاصات لا تساوي في قيمتها بضع قيمة آلياتهم وطقومهم المدرعة.
ثلاثُ رصاصات أصابت مقاتلي التحالف ومدرعاتهم وطقومهم في مقتلٍ، بعقيدة قتالية عظيمة وحكمة عسكرية دقيقة تصنع المعجزات.
فهل تدركون أيها المرتزِقةُ وهل يدرك تحالفُ الإجرام وأسيادهم، أن النصرَ حتميٌّ للمستضعفين، وأن هذه الرصاصات تصنع الحرية والسيادة والتحرّر من الاحتلال؟!.
فالأحرارُ يصنعون من الحجارة قنابلَ يدوية، ومن أجسادهم آليات مدرعة لإنقاذ جرحاهم، ومن رصاصاتهم قذائف مدفعية مضادة للتحصينات.
ثلاثُ معجزات تواجه أعتى ترسانةٍ في العالم وتختصر المشهدَ للعالم: “اليمنُ مقبرةُ الغزاة”.