الأمين العام لحزب الله: أميركا ليست قدراً محتوماً ولا خيارا لشعوب المنطقة إلا المقاومة الشاملة
خلال احتفال حزب الله في ذكرى القادة الشهداء وأربعين شهداء محور المقاومة، شدد السيد حسن نصرالله أن ميزة القادة الشهداء هي حملهم المسؤولية إلى جانب الاستعداد الدائم للتضحية بلا حدود، لافتاً إلى وصية القائد الشهيد قاسم سليماني حيث نجد أنفسنا أمام قائداً مجاهداً عارفاً يحمل هموم بلده وشعبه.
وأضاف الأمين العام لحزب الله أن محور المقاومة أمام تحد كبير مع التطور الذي حصل في منطقتنا، وذلك بعد ارتكاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب جريمتين، تتمثل الأولى باغتيال القائدين سليماني وأبو مهدي المهندس، والثانية هي إعلان “صفقة القرن” التي تبناها ترامب حيث حصلت الأولى لخدمة الجريمة الثانية، وتخدمان سوياً مشاريع الهيمنة والاستبداد والنهب الأميركي و”الاسرائيلي” لخيراتنا ومقدساتنا.
وجزم السيد حسن نصرالله أن أميركا ليست قدراً محتوماً ولطالما عرضت خططاً لكنها فشلت لأن الشعوب والدول قررت مواجهتها، واليوم لا يوجد في الشعب الفلسطيني جماعة أو فصيل يقبل بالتنازل عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف، ولا يوجد أحد يؤيد خطة ترامب ولم تظهر أي دولة صاحبة تأثير موافقة على هذه الخطة.
وأشاد الأمين العام لحزب الله بالوحدة اللبنانية والتضامن في رفض خطة ترامب لمعرفة اللبنانيين بخطورتها، لافتاً إلى أن هذه الخطة تعطي الأراضي اللبنانية المحتلة لـ”إسرائيل” فضلاً عن توطين اللاجئين، وتطرق إلى البيانات التي صدرت عن وزراء الخارجية العرب والبرلمان العربي والقمة الاسلامية بأنها مهمة جداً، محذراً من مواقف بعض الدول، حيث هناك دول خليجية تقول عن خطة ترامب أنها قابلة للدرس، وقال “هكذا تبدأ الهزيمة والاستسلام”.
وأوضح السيد حسن نصرالله أن المرحلة تفرض على شعوب المنطقة الذهاب إلى المواجهة الأساسية لا فرار منها، مواجهة الطرف الأخر الذي يبادر ويهاجم ويعاقب ويحاصر الشعوب التي ترفض الاستسلام، معلناً أنه عندما يقتل ترامب القادة بالشكل العلني والوحشي فهو يعلن الحرب ونحن لا زلنا في رد الفعل البطيء.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن أميركا هي المسؤولة عن كل حروب “إسرائيل” وممارساتها، كما أنها مسؤولة عن المجازر والفظائع التي ارتكبها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق باعتراف ترامب، ولفت إلى الحاجة للمواجهة الشاملة مع هذا الوحش الاستبدادي، داعياً النخب والعلماء والمفكرين إلى وضع برامج وخطط للمواجهة الكبرى مع الإدارة الأميركية، والتي تلجأ إلى كل الوسائل المتاحة من أجل فرض هيمنتها وخططها من بينها حروب بالوكالة والاغتيالات.
ونوّه السيد نصر الله إلى النواحي القانونية والقضائية والاقتصادية، حيث تستخدم أميركا سلاح العقوبات الاقتصادية ضد الشعوب وتدعم الحرب الدائرة ضد الشعب اليمني لتستفيد اقتصادياً من بيع السلاح لدول العدوان، مؤكداً أن كل شعوب المنطقة ستحمل البندقية في مواجهة الاستكبار لأن أميركا لم تترك خياراً سوى ذلك.
وذكّر الأمين العام لحزب الله بأن الحاج أبو مهدي المهندس من بأحد قادة الانتصار والشخصية المركزية، موضحاً أن الشعب العراقي يعرف جيداً أنه قضى عمره بالجهاد تاركًا منزله وعائلته وأولاده وقاتل في كل المحافظات وحمل دمه على كفّه وكفنه على كتفه.
ورأى السيد حسن نصرالله أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الشعب العراقي من خلال الحفاظ على الحشد الشعبي وتقويته وروحيته، والوفاء له وللشهيد سليماني الذي كان همه رؤية العراق عزيزاً ومقتدراً وسيداً مستقلاً وحاضراً في قضايا المنطقة لا معزولاً.
وفي الشأن المحلي تناول الأمين العام لحزب الله الأزمة المالية والاقتصادية التي يعيشها لبنان، في وقت يسود القلق من انعكاسها على الوضع الأمني، وكذلك القلق حول الخدمات الصحية والاجتماعية والانمائية للناس والتي سوف تتأثر سلباً، وشدد على أن حزب الله لا يفكر بطريقة حزبية ولا يقلق على المقاومة وشبابها بل على لبنان واللبنانيين، قائلاً “لم نهرب من المسؤولية، ومستعدون لتحملها والتشارك بها لحل الأزمة”، ولفت إلى أن “نحن خسرنا من كرامتنا وصورة وجهنا لأننا لم نجامل كي نمنع ذهاب البلد إلى الفوضى والفلتان والحرب الأهلية، ونحن مستعدون لتقديم التضحيات من أجل لبنان”، و
وأشاد السيد حسن نصرالله بالحكومة الجديدة، وقدّر لرئيسها ووزرائها تحمل المسؤولية في هذا الظرف الصعب، داعياً اللبنانيين إلى تقديرها، ومعلناً دعمها والوقوف إلى جانبها وعدم التخلي عنها، ودعا إلى فصل معالجة ملف الاقتصادي والمالي عن الصراع السياسي، وإعطاء فرصة من الوقت للحكومة كي تتحمل المسؤولية لمنع الانهيار والافلاس، وطالب بالتوقف عن توجيه الاتهامات حتى فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية.
كما حذر الأمين العام لحزب الله من أن نتائج الفشل اليوم تطال الوطن وليس على مستوى القوى السياسية الداعمة للحكومة، ويتوجب على الجميع المساعدة هذه الحكومة وبالحد الأدنى أن يتركوها أن تعمل ولا يحرضوا عليها في الخارج، داعياً الحكومة أن تشكل لجنة نقاش جدي من كل القوى السياسية في الموالاة والمعارضة لانعاش الوضع.
وأوضح السيد حسن نصرالله أن تسمية هذه الحكومة بحكومة حزب الله لا يؤذي الحزب، لكن يؤذي لبنان وإمكانيات المعالجة وعلاقاته العربية والدولية، موضحاً أن الجميع يعلم طبيعة رئيسها ووزرائها.