الزحف على الدريهمي.. هل بدأت معركة التحالف الأخيرة في ساحل اليمن الغربي؟
الهدهد – متابعات
يأخذ تصعيد دول التحالف اليوم في مديرية الدريهمي الساحلية، وضعاً يتجاوز مسألة الخروقات التي اعتادت قوات التحالف ممارستها في الساحل الغربي منذ اتفاق السويد، فقد حاولت قوات التحالف اليوم الزحف على مديرية الدريهمي باستخدام ثلاثة الوية عسكرية، من ثلاثة مسارات، استعملت خلالها الدبابات والسلاح الثقيل.
الزحف على الدريهمي يأتي بعد استعدادات مكثفة قامت بها قوى التحالف، خلال الشهرين الماضيين، تزامنت مع حملة تصريحات صادرة عن قيادات “الشرعية” اعلنت خلالها انهاء اتفاق الحديدة الموقع في 13 ديسمبر الماضي في السويد.
مظاهر استعداد قوى التحالف تجلت خلال الفترة الماضية، من خلال انشاء مستشفى ميداني جديد، في المخأ، تم افتتاحه، في الـ11 من الشهر الجاري، من قبل طارق صالح بتمويل من السعودية، الأمر الذي قرأه مراقبون على انه يأتي في اطار استعدادات قوى التحالف للقيام بتصعيد عسكري واسع في الحديدة، وبما يتطلب وجود مستشفى ميداني اخر إلى المستشفى السابق لاستقبال الاعداد المحتملة للقتلى والجرحى.
خلال شهر يناير وأوائل فبراير الجاري، قام طارق صالح بزيارتين مريبتين للسعودية، على الرغم من أن طارق هو رجل الامارات في الساحل الغربي، لكن ذلك لا يمنع من أن تقوم دول التحالف بتركيز جهودها، وعدم السماح بتشتيت الجهود مع اي قيادات اخرى.
بينما كشفت مصادر عسكرية في تعز الخميس الماضي، أن الامارات عملت على ضم جماعة “ابو العباس” التابعة لها، إلى قوات طارق صالح، بعد أن قامت جماعة “ابو العباس” بتدريب لواء عسكري يتكون من الفي مقاتل في مناطق تواجدها في المديريات الغربية لمحافظة تعز، ويرى مراقبون عسكريون أن ضم جماعة “أبو العباس” لقوات طارق، يأتي في اطار تحشيد كل الامكانيات والمسلحين لدى قوى التحالف من اجل معركة الساحل .
كما تم خلال يناير الماضي، الاعلان عن تحالف للدول المطلة على البحر الأحمر، والذي يستهدف مباركة أي عمليات تصعيد لدول التحالف في سواحل اليمن المطلة على البحر الأحمر، في ظل تنامي المخاوف الصهيونية الأمريكية، من حدوث انتكاسة كبيرة لقوى التحالف في الساحل الغربي، على غرار انتكاسات “وادي جبارة” وجبهات شرق صنعاء، خصوصاً أن قوات التحالف لا تتمتع بالسيطرة الاكيدة على المناطق الساحلية التي تتواجد فيها، ويقتصر وجودها على الشريط الساحلي، بينما تسيطر قوات صنعاء، على مناطق عمق الاراضي الساحلية، وهي على تماس مباشر مع قوات التحالف، على امتداد الساحل، بما يجعل احتمالات طرد قوى التحالف من مناطق تواجدها في الساحل أمر وارد بشكل كبير.
وفي المجمل يرجح معظم المحللين السياسيين، أن الساحل الغربي لليمن، سيكون مسرحاُ لمعركة التحالف الأكبر ضد اليمن، باعتبار أن السيطرة على باب المندب وجزر اليمن في البحر الأحمر، تعد أهم اهداف الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على اليمن .ٍ
ويعتقد البعض، أنه لم يعد لدى دول التحالف المزيد من الوقت لتأجيل المعركة، مضيفين أن القوة العسكرية التي راكمتها صنعاء خلال خمس سنوات من الحرب، تدفع دول التحالف إلى خوض المغامرة مرة اخرى في الساحل الغربي لليمن، وتحمل كل ما قد يلحق بدول التحالف من خسائر، دفعة واحدة، خصوصاً أنه قد سبق لقائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي، أن هدد دول التحالف بأن المعركة لن تقتصر على الداخل اليمني، وأن الرد سيكون في عمق دول التحالف، وهي تهديدات جعلت دول التحالف تعد العدة للتعامل مع الضربات اليمنية التي قد يتعرض لها عمق تلك الدول، فخلال الفترة الماضية جلبت السعودية المزيد من انظمة الدفاع الصاروخي، إلى المملكة، والتي كان اخرها الاستعانة بمنظومات باتريوت التي تمتلكها اليونان.
ويرى مراقبون عسكريون، أن أي محاولات للتصعيد العسكري من قبل التحالف، ستكون بمثابة مجازفة غير محسوبة العواقب، نظراً للتطور العسكري والتقني الذي حققته صنعاء، منذ اخر عملية تصعيد في الساحل بداية العام 2018.
بينما اعتبر البعض اعلان الامارات عن سحب قواتها من اليمن في العاشر من فبراير الجاري، بمثابة اعلان مسبق عن عدم ثقة دول التحالف، بالوصول إلى النتائج التي تسعى إليها في ساحل اليمن الغربي، حيث يعتقد البعض ان اعلان انسحاب القوات الاماراتية ليس اكثر من محاولة لتفادي ضربات صنعاء على ابوظبي، في حال اقدم التحالف على أي مغامرة عسكرية جديدة في ساحل اليمن الغربي.
وكالة الصحافة اليمنية