النباء اليقين

سقوط آخر رهانات تحالف العدوان يضاعف فرصة الحسم العسكري

الهدهد / مقالات

منير اسماعيل الشامي

بفضل الله وتأييده الجلي لعباده المستضعفين وجنده المؤمنين تلقى تحالف العدوان ثلاث ضربات حيدرية قاصمة في فترة أقل من شهر، خسر فيها تحالف العدوان آخر رهاناته في الساحة اليمنية، ولا تقتصر قساوة هذه الضربات التنكيلية وضراوتها في حجم الخسائر التي سببتها لمملكة الإجرام فحسب بل تكمن شدة أوجاعها على السعودية وتحالفها الهزيل في نتائجها المستقبلية والتي تمثل نتائج كارثية عليها وخسارة فادحة لأوراق رهاناتها الأخيرة التي أحرق كروتها بتوفيق الله وتأييده ابطال جيشنا ولجانه الشعبية وحولوها إلى رماد ذرته رياح بأسهم وإقدامهم في أيام عصفهم.

تمثلت هذه الضربات الربانية بعملية “البنيان المرصوص” العسكرية، وعملية “فأحبط أعمالهم” الأمنية، وعملية اسقاط طائرة التورنيدو الموثقة بالصوت والصورة.

هذه العمليات الثلاث هي بحق عمليات كبرى وعظيمة وكل واحدة منها توازي عملية من عمليات توازن الردع ، بل إن هذه العمليات الثلاث في الواقع تعد عمليات حقيقية تحسب على مرحلة ما بعد توازن الردع وتشير إلى دخول المواجهات مع تحالف العدوان هذه المرحلة المتقدمة من مراحل المواجهة له.

لقد فرضت هذه العمليات من خلال نتائجها المبدئية متغيرات جوهرية في ساحات المواجهة وبحسابات جديدة باتت تنقلب رأسا على عقب تضاعفت فيها قوة المستضعف وتدهورت فيها قوة المستكبر

فعملية البنيان المرصوص تم القضاء فيها على اكبر قوة عسكرية للسعودية ظلت تحشدها وتجهزها بأحدث ترسانة لأربعة أعوام وأنفقت عليها ثروات طائلة وكانت هي أملها الأخير في تحقيق تقدم باتجاه العاصمة صنعاء ، بعد ان عجزت خلال خمسة أعوام عن تحقيق أي تقدم على الأرض وتعاظمت فضيحة تحالفها أمام العالم، وتلقت أخيراً أعنف صدمة وهي تشاهد أن ما بنته في سنوات قد ابتلعته الأرض واختفى وتبخر في ستة أيام، ما يعني ويؤكد استحالة أن تكرر هذه التجربة مرة أخرى إطلاقا، لأن هذه العملية نسفت ثقتها بأي قوة عسكرية للمرتزقة نهائيا وجعلها مدركة أن استخدامها لهذا الخيار مرة أخرى مجازفة فاشلة جملة وتفصيلا.

وكذلك حالها من العملية الأمنية الكبرى. ” فأحبط أعمالهم” إذ أنها في هذه العملية ستصبح مجبرة على استبعاد خيار تمزيق الجبهة الداخلية المواجهة لعدوانها نهائيا، ولن تجازف مرة أخرى في استخدام هذه الورقة خاصة في ظل تماسك الجبهة الداخلية وقوة صلابتها المشهودة في الساحة اليمنية.

أما العملية الثالثة والمتمثلة بمنظومة الدفاع الجوي الجديدة التي نجحت في إسقاط طائرة التورنيدوا وبمشاهد حية موثقة فإن هذا الانجاز النوعي يؤكد للسعودية أن تفوقها بالطيران الحربي قد تضاءل إلى أدنى حد وأن لحظة تحييد طيران تحالفها بالكامل قد دنت وباتت قريبة جدا جدا وأنها قريبا ستفقد ما تبقى لها من العامل الوحيد الذي تفوقت فيه خلال السنوات الماضية، وأنها إذا ما فقدت هذا العامل فإن الرياض ستكون للجيش اليمني أقرب من نعاله، خاصة ولم يعد أمامه أي عائق إن شاء ذلك.

كل ما سبق هو ما ادركته السعودية تمام الإدراك وهو ما دفعها مؤخرا إلى أن تسعى بكل ما أوتيت من قوة لفرض سيطرتها العسكرية الكاملة على محافظة المهرة وعلى منفذ شحن وصرفيت وميناء نشطون في محاولة استباقية منها لحدوث أي حسم عسكري لصالح جيشنا ولجانه الشعبية في مأرب والجوف والذي لو حصل كما تتوقعه مملكة الإجرام فسينتج عنه تلقائيا حسم عسكري في جبهات الساحل وتعز، والبيضاء ولن يطول بعد ذلك بقاؤها في الجنوب وهذا هو ما أجبرها على محاولة فرض سيطرتها على محافظة المهرة سريعا وهدفها استكمال مد أنبوب نفطها وتحقيق واحد من أطماعها في اليمن على وجه السرعة محاولة استغلال المجرم هادي وحكومته لتسجيل آثار قانونية تشرعن لها ذلك مستقبلا أمام المجتمع الدولي.