توازن الردع وفشل دفاعات العدوان
الهدهد / مقالات
مرتضى الجرموزي
ضربة أُخرى موجعة ومزلزلة هزّت مضاجعَ تحالفِ العدوان، وهذه المرةُ تستهدف شركةَ أرامكو في مدينة ينبع النجدية، ضربة قصمت ظهرَ بعران الخليج، وأبكت عالمَ الاستكبار العالم الذي لا يعترفُ إلّا بقدسية النفط والأموال.
عملية أُطلق عليها توازن الردع الثالثة، نُفّذت وبنجاح بـ”اثنتي عشرة طائرة صمَّــاد الهجومية، وصواريخ قدس المجنح، إضافةً إلى جديد الصناعات العسكرية للجمهورية اليمنية ذو الفقار البالستي”، أصابت هدفَها بدقة عالية ودقيقة لخبطت أوراقَ النظام السعودي، وأعادته إلى دوامة حرب ابتدأها هو، عملية كانت رداً طبيعياً ومشروعاً في قوانين السماء والأرض، وثأراً لم يُكتمل بعدُ لجريمة العدوان السعودي الأمريكي بحقِّ الأبرياء في مديرية المصلوب محافظة الجوف، والتي راح ضحيتها ما يقارب سبعة وثلاثين شهيداً، جلُّهم نساءٌ وأطفال، وننتظر عمليات مماثلة تُركع النظام السعودي وتجبره على وقفِ الحرب وبالطريقة التي نريدها نحن أبناء اليمن ونفرضها عليه بالقوة.
عملية توازن الردع الثالثة نُفذت واستهدفت ركيزةً أَسَاسيةً تُدر عليه بالنفط والأموال في العمق السعودي، حتى وإن أعلنَ تحالفُ العدوان اعتراضَه للصواريخ، فما ذلك إلّا اعتراف المهزوم، ولو افترضنا أنه اعترض وأسقط لَكان قد أعلن وقت الحادثة، ولكنه الفشلُ والتخبطُ الذي يحاصره، ففي كُـلِّ عملية تستهدف عمق أراضي دولته ومؤسّساته الحيوية والإنمائية، يعيش التخبط والعشوائية ويعيش الهوس والضعف، ويترّقب بحذر تصريحات العميد سريع عن العملية إن هو أعلنَ عنها، فقد لزم على إعلام ومسؤولي العدوان أنه تمكّن من اعتراض وإسقاط عدد من الصواريخ، وفي حال لم تعلن صنعاء عن أية عملية نُفذت في العمق السعودي أَو في أي مكان، ففي نفس الوقت يظل العدوُّ صامتاً يترقب.
فما معنى أن الصمتَ السعوديَّ في كُـلّ العمليات، وَإذَا ما أعلنت صنعاء يسارع قادةُ العدوان وقنواته الإعلامية عن عملية الإسقاط والاعتراض، وبأنها كانت متعمدة لاستهداف المدنيين، وهكذا في كُـلِّ مرة يُقدّم المدنيون كمادة إعلامية يعرف مدى قذارة كذبه المتعمد والمستمر منذُ سنوات الحرب الظالمة، لعله يكسب التعاطفَ العالمي والأممي الذي دائماً ما يقف مع الجلاد ضد الضحية، ونحنُ في المقابل لا نعيره أيَّ اهتمام ولا نعوّل عليه، وما نهتم به ونسعى إليه هو رضى الله ومن منطلق مظلوميتنا وأحقية جهادنا بكلِّ ما نستطيع من قوة نُرهب أعداء الله.
ومع تسابُقِ الزمان ومقربتنا من العالم السادس من العدوان السعودي على اليمن، ومع تطوّر القدرات العسكرية الدفاعية والهجومية للجيش واللجان الشعبيّة، نؤكّـدها دوماً لقوى العدوان أنكم ستكونون لقمةً سائغةً للمجاهد اليمني، وستكون دولتكم ونظامها الفاشي ومؤسّساتها التي تمول الحربَ بالنفط وشراء الأسلحة والطائرات، ستكون عُرضةً وأهدافاً سهلة لوحدة سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية.
وكما وعدكم المتحدّثُ الرسميُّ للقوات المسلحة (المبشر) يحيى سريع، بمواصلة الضربات، فهو وعدٌ لن يحنث فيه المجاهدون وسيبذلون قصارى جُهدهم ويسخرون كُلَّ إمْكَاناتهم للإيفاء به.
ومع استمراريةِ حربِكم واستهدافكم المتعمد للمدنيين والأبرياء وعامة أبناء اليمن ومواصلة تدميركم للبنى التحتية لليمن ككل، أنتم بذلك تضعون أنفسَكم دولتكم نضامكم واقتصادكم في مهب رياح عاتية، ستأتي من اليمن لا ترحم صغيراً أَو كبيراً شارك فعلتكم الدنيئة وحربكم العبثية.
سيطالكم الغضب والانتقام، وما عملية ينبع إلا بداية البداية، ولكم أن تترقبوا قادمَ الأيّام عمليات أكثر زخماً وأشدّ ألماً ستكسر هيبتكم الاقتصادية وستدمر هيبتكم الدفاعية (الباتريوت)، ولكم أن تجلبوا أحدثَ وأقوى الدّفاعات، فما معكم اليوم لن يقيَكم بأس صواريخنا الباليستية وطائراتنا المسيّرة، ونحنُ الذي سنفتح لكم أبوابَ جهنم تدخلونها داخرين، إلّا ان تنتهوا فهو خيرٌ لكم، وإن تعودوا نعُد ولن تغنيَ عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت.
ولو اشتريتم كُـلَّ المنظومات الدفاعية والحربية، صدقوني وصدقّوا المجاهدين وقائد الثورة ورئيس الجمهورية ووزير الدفاع ووحدة التصنيع الحربي ومتخصصي الإطلاق والتجهيز، أنّها لن تفيدَكم في شيء، وسيبطل اللهُ أعمالَكم، وإن اللهَ مع المؤمنين.