النباء اليقين

اليمن يقلب المعادلة ويهز الخليج.. الاقتصاد السعودي تحت النار

الهدهد / مقالات

جمال محمد الأشول

بعيداً عن كل المحاولات الأميركية ومعها السعودية التي تجهد يائسة للعبث بحوامل الواقع المرتسم على الأرض فإن المشهد اليوم بات أوضح من أي وقت مضى، حيث وضعت عملية توازن الردع الثالثة التي سبقها عمليتان، الأولى والثانية اليمن في مصاف الاهتمامات الإقليمية والدولية، وقلبت المعادلات مبطلة رهانات اخضاع اليمنيين بسياسة الخداع.

إعلان عملية توازن الردع الثالثة التي استهدفت مواقع حيوية في محافظة ينبع السعودية جاءت رداَ على مجزرة تحالف العدوان التي أسفرت عن استشهاد 40 مدنياً معظمهم نساء وأطفال في مديرية المصلوب بالجوف في (15 فبراير الجاري) لها أبعاد كثيرة من حيث النوعية ومن حيث التوقيت التي تزامنت مع زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى السعودية لتثبت أن القُدرات الأمريكية والسعودية قد استنزفت وانتقل التهديد من اليمن إلى قلب الاقتصاد والوجود السعودي، فضلاً عن إفشال المنظومات الدفاعية.

العملية نفذت ب 12 طائرة مسيرة من طراز “صماد 3″، وصاروخين مجنحَين من نوع “قدس” وصاروخ باليستي بعيد المدى من طراز “ذو الفقار” مخترقة كل الأجواء السعودية مستهدفة شركة أرامكو وأهدافاً حساسة أخرى في ينبع وأصابت أهدافها بدقة عالية بحسب ناطق الجيش العميد يحيي سريع.

وتفيد مصادر مطلعة، أن من بين تلك الأهداف محطة تصدير الزيت، ومصفاة أرامكو التي تنتج قرابة 2.5 مليون برميل نفط يومياً، ومصنع الغاز الطبيعي، وميناء ينبع القادر على تصدير 3 ملايين برميل نفط يومياً، وأيضاً تصدير مشتقات النفط والبتروكيماويات.

من جهته، أكد رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض والناطق الرسمي “لأنصار الله” محمد عبد السلام أن “الشعب اليمني لن يتخلى عن حق الرد ولن يسمح للعدو أن يستبيح الدم من دون دفع الثمن”، وفق تعبيره.

وقال عبد السلام في تغريدة له على تويتر إن “عملية استهداف عمق مملكة العدوان بقصف شركة أرامكو في ينبع، تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع على استمرار العدوان والحصار، واستمرار ارتكاب الجرائم وآخرها جريمة المصلوب بمحافظة الجوف.

ويرى مراقبون أن عملية توازن الردع الثالثة شكلت ضربة قاصمة للعدو السعودي، كونها استهدفت عمق الاقتصاد السعودي، اضافة أن العملية كسرت وحيدت منظومات الباتريوت الأمريكية، وهذه من أهم النتائج التي تحقَّقت في خضم هذه المعركة، وتطوير المنظومة الصاروخية التي وصلت إلى معدلات كبيرة واستطاع الجيش واللجان الشعبية ان يصلوا بالصواريخ الباليستية اليمنية إلى مدى 1500كم وتستهدف العمق السعودي.

العملية شكلت هلَع ورعب داخل النظام السعودي كما مثلت انهيار منظومة الأمن والاقتصاد الذي استقطب أموال الخليج والعالم وأظهر هشاشة البنية السعودية بشكل واضح، الأمر الذي بدى واضحاً في بيان السعودية التي استبقت صنعاء في الإعلان عن العملية لإظهار نفسها بمظهر الضحية، وهو ما يؤكده أيضا تصريح وزير الخارجية السعودي في ألمانيا الذي قال إن السعودية تدافع عن نفسها.

اليوم وبعد كل ما جرى ويجري يبقى السؤال: هل وصلت الرسالة اليمنية إلى الرياض وخلفها واشنطن ؟، أم إن الرياض لا تريد أن ترى أبعد من أنفها؟ ومصره على استكمال مشاريعها العدوانية، وتفخيخ مسارات الحلول بالمزيد من المماطلة والتسويف، والألغام الميدانية المتفجرة، والرهان على واشنطن التي لم تستطيع حمايتها؟

الرد اليمني على الجرائم السعودية الوحشية، لم يكن صفعة مؤلمة للعدو السعودي فحسب، وإنما كان بداية النهاية المحتومة للعربدة السعودية، وتأكيد للمؤكد بأن النصر يخط دائماً وأبداً بسواعد اليمنيين، وبأن إنجازات أبطال الجيش واللجان الشعبية لا يمكن أن تُحجب بغربال الواهمين، فالمشهد اليوم باتت عناوينه واضحة أكثر من أي وقت مضى، وأصبح التطور العسكري اليمني يطال عمق المملكة.