مكاشفة ومصارحة إلى الخطباء والعلماء المحايدين
الهدهد / مقالات
محمد أمين عزالدين الحميري
تصلنا الكثيرُ من الاتصالات من بعض مسؤولي الإرشاد في بعض المديريات في مختلف المحافظات، تشكو عدم تفاعل بعض الخطباء، وخَاصَّة السلفيين منهم مع الأحداث بالشكل الذي يرضي الله، وتوعيتهم بمخاطر العدوان على بلدنا، والدعاء على الأعداء نهاية الخطبة، وهو القليل من يلتزم به، ما جعلني أكتب هذه السطور أملاً بالتعاون فيما يرضي الله.
إن تثبيط الشعب وصرفه إلى مواضيعَ بعيدة جِـدًّا عن الواقع ودون التركيز على ما يحدث من عدوان كوني على أبناء الشعب اليمني والمجازر التي تُرتكب بحقِّ أطفاله ونسائه بشكل يومي ولو لدقائق، رغم التوصيات المتكرّرة من قبل مسؤولي الإرشاد لا يجوز أن تستمر، ومن واقع الشعور بالمسؤولية وتحمّلها نقوم بما علينا من التواصل، ونلاحظ استجابة القلة ممن يستشعرون مسؤوليتهم ويقومون بما عليهم.
وفي هذه السطور أقول للأفاضل الخطباء والعلماء من السلفيين الذي يسمون أنفسهم بالمحايدين: “الأجواء ليست أجواء صراع سياسي داخلي وليست أجواء انتخابات تنافسية حتى تتعاملون مع نصح الناصحين بنوع من اللامبالاة وبمبرّر الحفاظ على الثوابت والمعتقدات!، فأي ثوابت وأي معتقدات إذَا لم تحَرّك ضمائركم فتنتصرون ولو مرة لدماء شعبكم التي تسفك ليس في الجبهات وإنما المدنيون وفي كُـلّ المحافل والأزقة والطرقات؟!”.
أي ثوابت ومعتقدات والثوابت والمعتقدات بالنسبة لنا كشعب مسلم تهدّد وتستهدف من قبل أسوأ عدوان وحشي وأعداء لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة، أي وأي؟!.. إلخ.
نحن لا ندعوكم لتكونوا نسخاً مكرّرة من هذا الخطيب أَو ذاك، نحن نقول لكم استمروا في مراكزكم ومساجدكم ونحن مع سياسة احترام التنوع والتعايش وَ…، لكن ما يتعرض له بلادنا يستهدفنا جميعاً والصمت لم ولن يكون حكمة.
الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، تناولوا الأهم واتركوا المهم، سلطوا الضوءَ على ما يستهدف القواسم المشتركة من أرض وهُوية وعرض وَ…، واتركوا ما عداه.
عملنا ما بوسعنا في هذا الإطار من خلال التواصل المستمرِّ بكم، ووجهنا النصح وبشدة لغيركم فيما يحدث من تجاوزات تؤثر سلباً على مظهر التعايش وتماسك صف المجتمع، ومع ذلك أينما ذهبنا وحللنا توجّـه الكلمات إلينا (ساعدونا في استنهاض أصحابكم)، لله ولأجل استنهاض الشعب الذي تقتضي المرحلة تحريضه للدفاع عن نفسه وأرضه، وخَاصَّة في ظل اتّضاح نموذج الدولة التي يريدها لنا الغزاة كما في عدن وتعز وغيرها..
سأترك المجال بين يدي عقلائكم لعل وعسى، ويدنا بيدكم نحو الإصلاح والترشيد بما يمليه علينا ديننا وعقيدتنا ونخوتنا وأعرافنا وأسلافنا، مع مراعاة خصوصيتنا كسلفيين في بعض الجوانب والأمور بلا شك، ونؤكّـد لكم أن هذا محل تقدير الجهات المعنية فلا غبار عليه ولكل احترامه وطريقته كما يقولون ونحثُّ عليه باستمرار، فالإقصاء والإلغاء والتحجير فيما فيه السعة لا يصح، والتناصح هو؛ مِن أجلِ خلق وعي جمعي والارتقاء فيما يصب في خدمة المصالح العليا والعمل في إطاره يقع على عاتق كُـلّ فرد يمني مسلم ينتمي لهذا البلد أيًّا كان توجّـهه.
والله وليُّ التوفيق.