الإمارات الصهيونية
الهدهد / مقالات
مرتضى الجرموزي
جاء إعلان التطبيع وبناء العلاقات المباشرة بين إسرائيل ودولة الإمارات في زمن كشف الحقائق، وما هذا الإعلان إلّا إشهار لحفل زفافهم الميمون حيث وهم على تزاوج سابق عاشا فيه أسعد اللحظات واقتسما الحياة بحلوها ومُرّها بنفطها ودراهمها.
فلا غرابة في هذا التزاوج، فقد يكونون من فصيلة واحدة يعود أصلها إلى يهود خيبر ومن حقهم أن يعقدوا قرانهم، ولم تقدم الإمارات بشيءٍ لم تفعله سابقًا سراً وعلانية بخصوص التطبيع مع الكيان اللقيط وإعلان العلاقات المباشرة بين الشعبين (الشقيقين)، فتلك صفقة ما كانت لتكون إلّا وفق التوجيه الأمريكي الهادف إلى جعل الأنظمة والشعوب العربية بلا استثناء أدوات بأيدي الصهاينة يعبثون بها كيفما يريدون، فكلُّ إناء بما فيه ينضح أكان خمراً أو ماءً أَو عسلاً، وهذه الإمارات لا فرق بين انحطاطهم ووضاعتهم التي ليس لها حدود مرسومة ولا نطاق جغرافي معيّن، وليس لأبجدياتها قواميس محدّدة بلغات محدودة، فما هي إلّا سلة نفايات تلقف كُـلّ ما أُلقي عليها من عوام السماء والأرض وهي أيقونة لشخص الشيطان.
ولهذا انتظروا درجات انحطاط أفظع من سابقاتها، وما إعلان العلاقات المباشرة إلّا كواحدة من الهدف المنشود والغاية التي يسعى إليها زعماءُ العرب الخليج، فبينهم سباق محموم على أشدّه بأمل أن يحظوا بفرصة بقاء تحت ظل الأمريكان ورحمة الصهاينة لفترة تولّيهم زمام الأمر العربي شعوباً ودويلاتٍ.
وبما أننّا في زمن كشف الحقائق وفضح المتسترين بجرائمهم وعمالتهم للصهاينة خلف جلباب الوطنية والعروبة، جبناء يمتطون كراسي السلطة يتحكّمون برقاب شعوبهم ظلماً وعدواناً، يهربون من الخوف إلى الخوف ذاته، ويهربون من الحرب إلى القاتل نفسه يبتغون السلام من أعداء السلام، يعتقدون السلام من إسرائيل ويبتغون العزّة ممن ضُربت عليهم الذّلة والمسكنة، فأين العزّة أيّها الأنذال في حضرة اليهود والنصارى؟!
ماذا لو أقدمت إيران (مثلاً) بمثل هذا الإعلان؟!، سيكون الموقف العربي والإسلامي شعوباً وأنظمة مختلفاً تماماً، ستقوم دنيا العرب ولن تقعد إلّا وقد نال السياسيون والمثقفون والعلماء ومشايخ العلم والقادة العسكريون من كُـلّ طفل إيراني جزاء بما صنع النظام.
لكن أن يأتي من قبل الأنظمة العربية بما فيها وأخبثها الخليجية، سنسمع الفتاوى التي تجيز التطبيع إرضاءً لولي الأمر وإن جلد ظهرك وسلب حقك وزنى على الهوى مباشرة، حيث أنه لا يقدم في عملٍ إلّا وفيه صلاح الأُمَّــة، ولا يجب الخروجُ عليه أَو التحريض ضدّه، فهو إنّما يعتبر ظل الله في الأرض، ومن خرج عنه ورفض قراره فقد كفر بما أُنزل على محمد النبي الأمي الذي بعثه الله بكتاب التوحيد مجاهداً أئمة الكفر والضلال.
كنّا فيما مضى لا نلوم شعب الإمارات خَاصَّة مواقفهم تجاه العدوان على اليمن، فقد كنّا نقول إنّه شعب وعيه ناقص وثقافته مغلوطة فينظر للحرب على اليمن ضد التمدد الفارسي الإيراني.
لكنه اليوم غير معفيٍّ مما ينصعه النظام الإماراتي والذي يعتبر الشعب رخواً وجباناً وشريكاً للنظام في الدناءَة والانحطاط والتطبيع مع الصهاينة، فلا فرق بينهما فكلاهما سقطوا في الرذيلة اليهودية الخبيثة النجسة، فلولا رخاوةُ الشعب ووضاعته لما تجرّأ الذيل بن زايد لهذه الخطوة القذرة.