طبيعة الحياة اليومية في صنعاء القديمة
الهدهد/ منوعات
موقع “26سبتمبر نت ” التقى احدى أهالي سكان المدينة الوالد يحي الورد الذي حدثنا عن طبيعة الحياة في هذه المدينة التراثية المتميزة بالقول: مدينة صنعاء القديمة بحد ذاتها فريدة وجميلة بفنها المعماري المتميز عن بقية المدن من حيث العادات والتقاليد السائدة فيها التي يمتاز بها سكانها وتتنوع أيضا من حيث أسواقها ومساجدها التاريخية وشوارعها المطلة على البساتين( المقاشيم )المتنفسة والصحية لمنازلها .
ويضيف” سكانها يتمتعون بالأخلاق والقيم الدينية التي غرست فيهم الصدق والأمانة والتراحم والمحبة والوفاء وغالبية سكانها يعملون في التجارة والحرف اليدوية المختلفة والبعض منهم في الزراعة.
اما المساجد في صنعاء القديمة فيقول” كانت هي الأساس من حيث التربية الدينية الصحيحة كونها تلعب دورا كبيرا في تلقي العلم والمعرفة والعلوم الدينية التي كانت منارة علمية للدارسين والتي كان يرتادها طلاب العلم من ضواحي وقرى صنعاء وبعض المناطق ويتلقى فيها الطلاب العلم لفترات معينة على ايادي علماء افاضل منهم العلامة حسين الغيثي وحمود عباس المؤيد رحمهم الله والقاضي محمد العمراني وغيرهم وتخرج على أيديهم كوكبة من الطلاب الذين تخرجوا بتفوق في مجال العلوم الدينية والفقهية .
اما من ناحية الجوار بين سكان الأهالي فيقول الوالد يحيى الورد” الجار في صنعاء القديمة ليس مجرد جار وانما يعتبر جزءا من الأسرة كون البيوت فيها متلاصقة والاحواش متداخلة والنوافذ متقابلة حتى انه اذا دخل غريب فيها فيساله أي شخص من تريد وبيت من تريد وهذا يعبر عن التماسك الاجتماعي المتين, كما أن في عاداتهم الاهتمام باليتيم اقتداء بالرسول الأعظم ” انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة “, كما انهم يسعون دائماً في مساعدة الفقراء وغيرهم من المحتاجين واذا اعسر احدهم ساعدوه بقدر استطاعتهم واذا مرض احدهم زاره الجميع حتى انه اذا غاب احدهم عن تأدية فرض من فروض الصلاة سألوا عنه وزاروه واذا كان مريضا خففوا عنه .
أما جلسات القات او المقايل فيقول الوالد يحيى الورد” كانت تدور فيها نقاشات متنوعة وتكون البداية بالفكاهة وبعدها تدور نقاشات حول المسائل الشرعية والدينية والثقافية وهناك فرق كبير في جلسات القات بين الامس واليوم كون جلسات اليوم تدور فيها الخلافات والاحقاد والنميمة والانشغال بالأنترنت وغيرها “.
ويواصل الوالد يحيى الورد حديثه عن صنعاء القديمة ويقول ” تمتاز صنعاء القديمة بأسواقها الشعبية المختلفة والملفتة لنظر زوارها وكان الأجانب يرتادونها بكثرة والكثير منهم يعاودون زيارتها لكثرة الاعجاب بها وتنوع أسواقها الفريدة والتي منها سوق الفضة والمحدادة والنجارة والحرف اليدوية وسوق المعطارة وسوق الزبيب وسوق الملح الخاص بجميع الحبوب الزراعية وسوق الجنابي والمعدن وغيرها وكانت هذه الأسواق تستقبل الكثير من الوافدين اليها خاصة من أبناء الريف والقرى المجاورة لشراء احتياجاتهم, فالقبائل هم اكثر الرواد لهذه الأسواق كون هذه الأسواق متقاربة ومتجاورة ومنظمة بشكل دقيق ومركب يذهل زائريه ويثيراعجابهم فهناك شكل جمالي فريد لا يوصف نظراً لأصالة المدينة وتاريخها الحضاري”.
اما ما يخص ذهاب الناس بعد تأدية صلاة الفجر فيقول” بعض الناس يقراون القران ويتدارسون العلم والبعض الآخر منهم من يذهب الى أعمالهم فمنهم من يعمل في مشغل الكوافي والخياطة والصباغة والفتل والمحدادة والتجارة وغيرها من الأعمال والحرف اليدوية المختلفة التي جميعها تصب في احتياجات المواطنين لكن للأسف الشديد قلت هذه الاعمال الحرفية والاشغال اليدوية بسبب الاستيراد الخارجي فهذه تعد ضربة موجعه بحق العاملين في هذا المجال المهني”.