أبــعــادُ المعركة
سيف الدين المجدر
المتغيرات الحاصلة في المنطقة تدعونا لتكثيف الجهود والتجهيز والإعداد على المستوى العسكري والاقتصادي.
ففي الجانب العسكري، هناك عملية إنتاج وتطوير مستمر، وباتت قدرتنا العسكرية عظيمة، وفي وقت قياسي حدث ذلك الانجاز، وبات أعداء الأمة يدركون خطورتها عليهم، وباتت قوتنا العسكرية كرتاًِ قوياً قادراِ على تغيير كافة المعادلات في المنطقة بأكملها.
أما في الجانب الاقتصادي، فهناك خطوات حثيثة وتوجيهات واضحة من قبل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثيحفظه الله وكانت كلمته الأخيرة في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين بمثابة رفع الجهوزية القصوى أمام أي طارئ سوف يستدعي حضورنا القوي في أي معركة داخل جبهات البلاد الداخلية أو خارجها، ورفع الجهوزية يشمل الجانب العسكري والاقتصادي.
وهناك مؤسسات وجهات قد بذلت وتبذل جهوداً عظيمة في الجانب الاقتصادي من خلال الاهتمام بأحد أهم المقومات الاقتصادية الذي يتمثل في الجانب الزراعي، وقد قطعت هذه المؤسسات والجهات شوطاً كبيراً من خلال العمل مع أبناء الشعب اليمني العظيم.
هناك متغيرات حاصلة في المنطقة وفي واقع الصراع مع العدو الإسرائيلي ومع الغرب، وقد تتطور إلى حرب إقليمية شاملة بين محور المقاومة وأعداء الأمة الإسلامية ومن معهم من العملاء، حرب عسكرية واقتصادية، الأمر الذي يفرض على أبناء شعبنا التوجه القوي والمتسارع إلى الجانب الزراعي الذي يعتبر من أهم المقومات الاقتصادية، إذ يجب أن يتحركوا بوعي كبير وبروحية تدرك أن كل سنبلة تنبت في أرضنا هي بمثابة صاروخ مُجنح يُطلق على أعداء الله.
وقد يتخاطر إلى أذهان البعض أن مسؤولية تحقيق الاكتفاء الذاتي مسؤولية ملقاة على عاتق الدولة، أو على أصحاب رؤوس الأموال فقط، هم قد يكون لهم دور مساند وداعم بصورة لا تؤثر على مسار التنمية الحقيقية، ولكن الدور الأساسي هو على كل فرد من أبناء المجتمع اليمني، من أجل صناعة النهضة الحقيقية القوية والاقتصاد المقاوم الحر الذي لا يتأثر لا بفعل عدوان عسكري ولا بفعل حصار اقتصادي، ولكن إذا كانت المشاريع التنموية علي نهج الرأسمالية من خلال تفرد أشخاص بمشاريع زراعية على سبيل المثال، والبقية هم أيادٍ عاملة فقط، عندها تصبح تنمية مزيفة وهزيلة، فالمستفيدون هم أصحاب رؤوس الأموال فقط، بينما البقية هم مجرد أيادٍ عاملة مستضعفة لا تنمو، وبمجرد أن يتأثر هذا المشروع بفعل عسكري أو حصار على بعض المدخلات الخارجية فسوف ينتهي تماماً ويرجع البقية إلى حالتهم السابقة الأمر الذي يجعل اقتصاد البلد هشاً ومهدداً في أي لحظة، ولكن إذا كان كل فرد من أبناء المجتمع يمتلك مشروعاً زراعي إنتاجي خاص، حتى ولو كان بسيطاً، عندها يمكننا أن نقول إنها تنمية حقيقية واقتصاد مقاوم قوي لأن كل فرد ينمو ويتطور وبذلك ينمو معه اقتصاد الدولة.
وإذا ما كنا في معركة عسكرية أو حصار اقتصادي فلن يتأثر اقتصاد الدولة بأي شكل من الأشكال، هذه هي المنهجية التي يسير عليها المعنيون الآن بهذا الجانب في البلد، وعلى أبناء المجتمع أن يدركو أهمية هذه المنهجية التي تريد أن تصنع من كل شخص فرداً منتجاً من أجل تحقيق الهدف الذي يحقق لنا الاستقلال والعزة والكرامة .