أمريكا تضغط على السعودية
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن الخلافات بدأت تظهر بين واشنطن والرياض، بسبب قرار السعودية وقف الهبة للجيش اللبناني، وإعلان حزب الله “منظمة إرهابية”، إذ تضغط واشنطن لتخفيف هذه العقوبات.
وقالت الصحيفة إن إدارة أوباما تضغط على السعودية لكي لا تتخذ خطوات إضافية، عقابا للبنان اقتصاديا، بسبب تصاعد سلطة حزب الله في بيروت، نقلا عن مسؤولين عرب وأمريكيين.
ويشكل الخلاف حول لبنان آخر الاختلافات في السياسة الخارجية بين واشنطن والرياض، خصوصا حول الدور الذي تلعبه إيران، بحسب “وول ستريت جورنال”.
وأشارت الصحيفة إلى إيقاف السعودية لهبتها العسكرية المتمثلة بثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني، وتحذيرها لرعاياها من زيارة لبنان.
وحذر مسؤولون أمريكيون كبار، بما فيهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخليج، والسعودية بشكل خاص من أنهم قد يتسببون بإحداث فوضى في لبنان.
وتعتمد بيروت بشكل كبير على الاستثمارات العربية، والعمال اللبنانيين في الخليج.
وقال مسؤول أمريكي كبير، لـ “وول ستريت جورنال”: “نعتقد بأن هذه الإجراءات متهورة”، مضيفا “أن المسؤولين يشعرون أن هذا “رد فعل كبير”.
وأبدت الحكومة الفرنسية برئاسة فرانسوا هولاند قلقها حول لبنان، في لقاءات مؤخرا مع الحكومة السعودية.
وأظهر المسؤولون العرب اختلافاتهم مع الولايات المتحدة حول استراتيجية التعامل مع لبنان، لكن السعودية أعلنت أنه من الصعب الاستمرار بتمويل الحكومة اللبنانية في بلد بدون رئيس منذ سنتين.
وقال وزير الإعلام السعودي عادل الطريفي في لبنان: “إنك تشعر كأن لبنان لم يعد موجودا، وكأن الحكومة لا تعمل، فأين تذهب الأموال؟”.
وطردت السعودية عددا من العمال اللبنانيين في الأسابيع الأخيرة اتهمهم بأنهم ينتسبون لحزب الله، بحسب الوزير السعودي، في حين قالت دول أخرى إنها تفكر بسحب ودائعها من بنك لبنان المركزي، وتقليل استثماراتها هناك.
استقلال سعودي
من جانب آخر، أبدت السعودية رغبة أكبر باتباع سياسة خارجية مستقلة عن الولايات المتحدة، منذ وصول الملك سلمان للعرش العام الماضي، وتعيين ابنه محمد بن سلمان وزيرا للدفاع، بحسب “وول ستريت جورنال”.
كما اختلفت واشنطن والرياض في آليات إنهاء الحرب السورية، وأبدت السعودية قلقها من الاتفاقية النووية بين الولايات المتحدة وإيران العام الماضي، والتي تعتبرها الرياض تعزيزا لطهران إقليميا عبر تحرير مليارات الدولارات المجمدة.
ضربة اقتصادية
ويعتمد ما يقارب الـ 15 بالمئة من الاقتصاد اللبناني على التحويلات من العمال اللبنانيين خارج البلاد، والذين يعيش كثير منهم في الخليج، بحسب إحصاءات البنك الدولي، كما أن السياح العرب يشكلون أكبر عدد من السياح الذين يزورون لبنان سنويا.
المصدر: صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية
الكتاب: جاي سلمون – دانا بلوت
ترجمة:أحمد عبد الكريم