النباء اليقين

لا تثريب عليكم اليوم

“عبدالله طه المهدي”

الكثير من منتقدي اللجان المنظمة لـ ساحة فعالية ” العدوان وحدنا ” جنوب الكلية الحربية بحي الروضة بالعاصمة صنعاء، لم يضعوا في حسبانهم أن مسؤولي التنظيم والإعداد هم أنفسهم من ينظمون عشرات الفعاليات الشعبية والرسمية والمسيرات والمظاهرات الأسبوعية والسنوية ، وهم أنفسهم من يتلقون المديح والشكر والعرفان من قبل هؤلاء ومنا جميعا ،حيث كانت هناك ردة فعل سريعة وعدم رضى واستعجال في الانتقاد و ظهر جليا من قبل كثيرين ولم يكن موفقا في الحقيقة لأنه لم يبنَ على أسس ومعلومات ليكون نقدا يوصل إلى نتائج إيجابية لحلول قادمة وإنما أصبح مجازفا به  وغير مبرر وقاسيا نوعا ما.
للإيضاح سنورد هنا عددا من المعلومات حول وضعية الساحة وشكلها الخرائطي حيث تبين ان ساحة الفعالية التي تقع جوار الكلية الحربية مكان شاسع وكبير جدا ويتعدى حتى مساحة السبعين حيث يبلغ مساحته طولاُ بين 700-800 متر مع المناطق الملتوية، وعرضا 120 متر (شارع الستين 60متر بالإضافة إلى تجهيز المكان المجاور للكلية بنفس المسافة حوالي 60 متر ) ، لكن احتوائه على انحناءات من أطرافه يبين على شكل منخفض ومرتفع وليس مستوي لأنه لو كان مستويا لكانت الصورة أكثر وضوحا ورؤية ، بينما انسيابية السبعين ميزت الصورة وأوضحتها رغم أن مساحته أقل حيث تبلغ مساحة السبعين 800 متر طولي من حافة جسر المالية حتى آخر نقطة من جهة الرئاسة وعرضا يبلغ 70 متر ، لا نقصد هنا المقارنة ولكن لنوضح الصورة ونبرئ ولو جزئيا ساحة المنظمين ونبين لبعض من تحدثوا عن أن اختيار المكان لم يكن موفقا بالنسبة لمن اختاروا ساحة السبعين هذا جانب.
والجانب الآخر لم يكن أعضاء اللجنة المنظمة يتوقعون مثل هذا المشهد بتاتاً وبحكم خبرتهم وتكرارهم لتنظيم الفعاليات كان المأمول من المشاركين هو تغطية المساحة الشاسعة وإذا كان هناك من زيادة تم الإعداد لـ فتح شوارع فرعية بسيطة ومساحة مصنع بلك أعدت في أماكن خلفية للوقت المناسب ، لكن الحضور الكثيف فاجأ الجميع فلم تبلغ الساعة الثالثة عصرا حتى اكتضت الساحة الرئيسية عن بكرة أبيها وفي تلك اللحظات لازالت جموع غفيرة تتوافد من خلف الساحة جهة بني حشيش إلى مكان الفعالية، وبالنسبة للساحة الأمامية كانت ممتلئة بشكل كامل ، تزايدت اعداد القادمين وحدث تدافع كبير من كل جهة ، حتى أصبح شارع الكلية الحربية الممتد من بوابة الكلية إلى مكان الفعالية الرئيسي ساحة والمنصة توسطت الجموع بعد تكاثر الحشود من خلفها “جهة السائلة” بما فيها التلال والهضاب الصغيرة التي تبدو على السايلة من الجهة الغربية للكلية ، المكان أصبح ساحة واحدة وكتلة بشرية واحدة، شارع السائلة ممتلئ بالراجلين والقاصدين مكان الفعالية ايضا ،وحتى أن وافدين في مواكب كبيرة وضخمة جدا من محافظة صعدة والمحويت وإب وغيرها ، لم تسيطع الوصول الى الساحة وتعطلت جميع الشوارع المؤدية الى ساحة الكلية فمثلا شارع ياسر عرفات كان ملئ بالسيارات القادمة من جولة عمران حتى جولة الجمنهة وكذا شارع النصر الممتد من جولة آية حتى تقاطع شارع المطار الى جهة الملعب كل هذه الشوارع تعطل السير فيها ، ولم تسطع السيارات الوصول الى المواقف المخصصة للفعالية ، الجهة المنظمة في تلك اللحظة لم تستطع عمل شئ ، لأن كل هذه الاحداث تسارعت خلال ساعة ونصف فقط مابين الساعة الثالثة والنصف حتى الساعة الخامسة، ومن المستحل استحداث مناطق تستوعب تلك الحشود العظيمة وتلك المواكب الكبيرة والكبيرة جدا ، عندها اعلنت اللجنة المنظمة أن كل الأماكن المجاورة والشوراع أصبحت ساحة لجماهير الشعب اليمني .

في المجمل اذا كانت عدسات الكامرا ذو التقنية الضخمة ، لم تستطع أن تلتقط صورة كاملة للمشهد ، فكيف بـ اللجان المنظمة التي ابلت بلاً حسنا وقدمت كل امكاناتها المتاحة والمتوفرة لديها ، فمن الظلم والجور أن نقدح وننتقد بشكل عشوائي ولا نلتفت الى الأسباب والخلفيات ونتجاهل دور وما قامت به اللجان حيال كل ما واجهها ، وفي الاخير ما لنا الا أن نقول شكرا لكم ولكل مساهم ومنظم في فعالية “العدوان وحدنا” وكتب الله اجركم و “لا تثريب عليكم اليوم” فعندما تتدخل ارادة الله لا طاقة للبشر لعمل شئ حيالها ويوم السادس والعشرون من مارس هو يوم من أيام الله .
“لفته كريمة للجانب الأمني”
تخيلوا معي في ظل العدوان الشامل على بلادنا وفي ظل الانفلات الامني الرهيب في مدن الجنوب و التي ترزح تحت الإحتلال استقلب العاصمة صنعاء ملايين البشر في يوم واحد ، ولم تحدث أي حادثه أمنية واحدة ، هذا من فضائل الله علينا يجب شكرها ويجب ايضا أن نشكر ونجل ونقدر من قاموا بالأسباب وعملوا واخلصوا وهم ثلة من المجاهدين “جيش ولجان “تحت قيادة حكيمة علمــوا ليلا ونهارا ليقدموا نموذجاً أمنياً أذهل العالم أجمع وتحدث عنه كتاب عرب .