بقلم/عبدالمنان السنبلي”الإستحمار”
قالوا و قد أفتوا منذ بضع سنين أن جمعة الكرامة و التي إكتنفها الكثير من الغموض حول ملابساتها و من يقف وراءها قد أسقطت شرعية الرئيس صالح و هو الرئيس الشرعي يومها الغير منتهية ولايته بموجب دستور الجمهورية اليمنية المستفتى و الموافق عليه من جميع الأطراف و بموجب إنتخابات رئاسية مُعترف بها من قِبَلهم هم قبل غيرهم ..
و اليوم و قد إرتكب هادي و تحالفه ألف ألف جمعة كرامة قامت بها أكثر من مائة و خمسين ألف غارة جوية ألقت خلالها مئات الآلاف من الصواريخ ( و ليس الرصاص ) و القنابل الفراغية و العنقودية على رؤوس الشعب كافة دون تمييز أو تفرقة، ومع ذلك فمازال هادي في نظر أولئك القوم هو صاحب الشرعية الأوحد الذي لا يجوز لأحدٍ مناقشتها أو حتى التفكير بدستوريتها و مشروعيتها رغم إنتهاء فترتها الممنوحة له من الشعب بموجب المبادرة الخليجية التوافقية المُزمّنة بعامين فقط !!
فهل رأيتم إبتزازاً و إنتهازيةً و إستحماراً و إستخفافاً بالعقول أكبر من هذا ؟!! لا أخفيكم سراً كم إستفزني مواقف البعض و قد هللوا و كبروا لتعيين محسن نائباً للرئيس المنتهية ولايته منذ ثلاثة أعوام و الساقطة شرعيته مع أول صاروخ سقط على صنعاء وهم أنفسهم من دعوا و حظّوا الناس على جواز الخروج على سلفه و على عدم مشروعية قراره بعزل محسن ذات يوم !! ما هذه المعايير المزدوجة و المفاهيم المقلوبة و التي تُفقد الإنسان مصداقيته و إحترامه لدى جمهور الناس ؟!!
ألم يستطع صالح اليوم و كذلك الحوثي أن يُخرجا مظاهرتين في يومٍ واحد تكبر كل واحدةٍ منها خروج أصحاب الربيع ذات يوم بشكل ملموس و واضح للعيان ؟!! فلماذا خروجهم ذلك كان ربيعاً بينما خروج غيرهم لا معنى له في نظرهم و لا قيمة ؟!! ألا يكفيكم إنفصاماً و إستحماراً و عيباً أنكم كنتم بالأمس تحملون صور جيفارا و غاندي و عبدالناصر و إبراهيم الحمدي و صاحب كل مشروعٍ تحرري، و اليوم و بقدرة قادر نراكم تحملون صور الغزاة و الطغاة و الطامعين من أمثال سلمان و من وراء سلمان من أصحاب المشاريع الإستعمارية و الإستبدادية ؟!! ما هذا التناقض الفكري العجيب ؟! أعتقد إذا إستمريتم تفكرون بهذه العقلية و الحماقة الفجة، فلا نستبعد أن نراكم غداً و قد خرجتم حاملين صور نتنياهو و صادحين بصوتٍ واحد بعبارة ” شكراً نتنياهو ”