النباء اليقين

بقلم/حميد دلهام “رواية ساخرة في المكلا “

العسيري في تعليقه على احداث دخول القوات الغازية مدينة المكلا، بدا منتشيا، محتفلا بالنصر المبين..وكأن قواته التي اطلق عليها مصطلح عناصر من القوات الخاصة السعودية والاماراتية خاضت معركة حقيقية ، و واجهت نيران معادية .. في حين تبدو هزلية و فبركة تلك المعركة واضحة للعيان من خلال زمنها القصير، الذي لم يتعدى ساعات معدودة…ومن خلال تصريحات العسيري نفسه، في معرض اجابتة على السؤال المتعلق بتحديد حجم الخسائر التي تعرضت لها القوات الغازية وقت المعركة واثناء دخولها المدينه..

 

ليس هناك خسائر على الاطلاق..ولم يسقط جندي واحد.. او حتى تحدث اصابة واحدة..ولم تدمر أي من أليات الغزو.. و الى حد يمكن التشكيك معه في حصول اطلاق نار، او حدوث اشتباكات فعليه..باستثناء غارات الساعات المحدودة لطيران العدوان..على أطراف المدينة وبعض المباني الخالية..

 

كل الدلائل تشير الى ان الطبخة جرى التحظير لها منذ زمن بعيد.. فالقاعدة ليست من اللين والضعف الى الحد الذي يسمح باكتساحها ودخول معقلها الرئيسي خلال ساعات..و بدون ابداء اي مقاومة تذكر أو اي محاولة للنيل من عدو طالما حلم التنظيم باصدياده والنيل منه…لم تسجل حتى عملية تفجير واحده..لا سياره ملغومة ولا حزام ناسف..ولا عبوات ناسفة..ولا..ولا..الى اخر التساؤلات المطروحة..

 

اننا امام وضع غريب وغريب جدا..فلا القاعدة – التنظيم شديد المراس_ سهلة البلع بهذه الدرجة ، و لا القوات الغازيه سعوديه كانت ام اماراتية من القدرة والقوة والفاعلية القتالية الى درجة دخول معقل القاعده الرئيس خلال ساعات…

 

تبدو قاعدة المكلا_ في سياق ما يجري_ كذبه كبرى..وشماعة كحال شرعية هادي، الهدف منها تمرير أجندة احتلاليه بحته، و تحقيق أطماع الطامعين السفلة في الدخول والسيطرة على مناطق استراتيجية في بلادنا..

 

الإمارات على الرغم من أنها تنتمي إلى فصيلة الأقزام، الا أن لعابها السائل واطماعها..تتجاوز بكثير حجمها الصغير..ولعلها لم تخف ذلك منذو اللحظات الاولى للعدوان، فقد شاركت فيه بقوة، وسجلت حضورا لافتا جوا وبرا…ومع مرور الوقت..و كلما طال أمد العدوان..زادت الأطماع الإماراتية في بلادنا واتسعت..عدن اولا..ثم تلتها سقطرى أجمل وأهم جزر الدنيا..واليوم يأتي الدور على حضرموت أكبر وأهم محافظة يمنيه…

 

لقد سقطت حضرموت كما سقطت عدن … هذه الاجزاء الغاليه من الوطن يجري العبث بها واحتلالها، وتحقيق اطماع الطامعين في خيراتها..بحجة واهية وتحت ذريعة سيخفه. هي محاربة الارهاب…الإرهاب الذي كنا كشعب يمني وتحديدا الجيش واللجان الشعبيه..كنا ومازلنا وسنظل الأقدر والأقوى على محاربته والوقوف في وجهة..واذا كان المعتدون جادين في محاربتة.. فما عليهم الا ايقاف العدوان، و عدم استهداف الجيش اليمني.. ولعل معارك محافظة البيضاء التى احتضنت أهم وأحصن معاقل القاعدة..تلك المعارك ونتائجها خير دليل على قدرة الجيش واللجان على محاربة الارهاب..و بقدرة وخبرة وفاعلية أكثر بكثير من تلك التي توجد لدى اقطاب العدوان مجتمعه..

 

ﻻ شك ان الشعب اليمني العظيم بات يعي جيدا..هذه الفبركات والمسرحيات الملعوبة امريكيا..المنفذة عبر اياديها و أدواتها في المنطقة..خصوصا مع فشل الة العدوان الضخمه، وثقلها وتواجدها اللافت في مدينة عدن..في محاربة ووقف الأنشطة الارهابية على الرغم من صغر المدينة وتقارب اطرافها..فكيف تنجح قوات الغزو في دحر الارهاب في المكلا فيما تفشل في الحد من تواجده في عدن.. وبالتالي صعب جدا ان يخدع شعبنا او تنطلي عليه مثل هذه الالاعيب القذرة..ولا مجال ولا سبيل امامه سورى التصدي، والوقوف بحزم في وجه كل تلك المخططات والفبركات والمسريحات..ومن يقف وراءها من المرتزقة والطامعين …