أوجه التشابه بين السعودية والکیان الإسرائيلي
صحافة عربية ودولية _الوقت التحليلي
نشرت صحيفة “هافينغتون بوست” الأمريكية (الأربعاء 11 مايو/آيار 2016)، مقالاً للناشطة السياسية الأمريكية وأحد مؤسسي حركة “كود بينك” الداعية إلى السلام العالمي، “ميديا بنجامين”، أبرزت فيه أوجه التشابه بين النظامين السعودي و الكيان الإسرائيلي.
تقول “ميديا” إذا أمعنا النظر فالطرفان تربطهما الكثير من الأمور المشتركة التي تجعلهما أغرب صديقين.
راجت الكثير في الأعوام الماضية عن العلاقة التي تربط السعودية بالكيان الإسرائيلي؛ فقيل إن البلدين يعقدان اجتماعات سرية ويتبادلان المعلومات الاستخباراتية. في عام 2015، أكَّد مسؤولون سعوديون وإسرائيليون سابقون إن اجتماعات رفيعة المستوى كانت تُعقَد لمناقشة المخاوف المشتركة بين البلدين، مثل تزايد النفوذ الإيراني في العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، بالإضافة إلى البرنامج النووي الإيراني. وقال “شيمون شابيرا”، الدبلوماسي الإسرائيلي الذي شارك في اجتماعات سرية مع السعوديين: “لقد اكتشفنا أنَّ لدينا المشكلات نفسها، والتحديات نفسها، وبعض الإجابات المتماثلة أيضًا”.
وتستشهد “ميديا” باللقاء الذي جمع الأمير تركي بن فيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات العامة السعودية وسفير السعودية في واشنطن سابقًا، والجنرال الإسرائيلي المتقاعد “يعقوب عميدرور”، الذي كان مستشارًا للأمن القومي لرئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” في 5 مايو (أيار) 2015. التقى الاثنان في واشنطن في مناسبةٍ استضافها مركز اللوبي الإسرائيلي في أمريكا (أيباك)؛ ليظهر مسؤولان سابقان رفيعان علنًا للمرة الأولى في حدثٍ نُقِل على الهواء مباشرةً.
وإليكَ الأمور الـ10 التي يتشارك فيها الكيان السعودي والإسرائيلي، كما أوردتها “ميديا” في مقالها.
1- الاثنان يقمعان مجموعات الأقلية في داخل حدود بلادهما. الكيان إسرائيلي يقمع الفلسطينيين؛ فتبني المستعمرات على أراضيهم، وتُحيط قُراهم بجدران فصل عنصري وجنود مدججين بالسلاح. أمَّا السعودية فقد أسَّست نظامًا سياسيًا وقضائيًا يقمع كل من هو ليس سنيًا (مثل الشيعة وغير المسلمين)، والنساء، والملايين من العمَّال المهاجرين. يتعامل النظامان مع المعارضين السياسيين بالطرق ذاتها: القوة المفرطة، والاعتقال التعسفي إلى أجلٍ غير مسمَّى، وإفلات المسؤولين من العقاب، والترهيب، والتعذيب.
2- غَزَت السعودية والكيان الإسرائيلي دولًا مجاورةً؛ مما أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين. قامت إسرائيل بغزو غزة وقصفها عدة مرات منذ عام 2008. في 2014 فحسب، قتل الجيش الإسرائيلي 2104 شخصًا، معظمهم مدنيون، ودمَّرت 17200 منزلًا، وتركت 475 ألف شخصٍ في حالة خطرة. أمَّا السعودية فقد تدخَّلت في شؤون اليمن الداخلية. و في مارس (آذار) 2015، بدأت السعودية حملة جوية أسفرت عن مقتل 6 آلاف يمني، معظمهم من المدنيين، وضربت أسواقًا، ومدارس، ومستشفيات، ومساكن، وحفلات زفاف، وشرَّدت أكثر من 2.5 مليون يمني. والنظامان يستخدمان أسلحة ممنوعة دوليًا: استخدمت إسرائيل الفسفور الأبيض ضد غزة؛ واستخدمت السعودية القنابل العنقودية ضد اليمن.
3- الدين يمثل ركنًا أساسيًا لسياسة الكيانين. تُعَد الاراضي المحتلة وطن الشعب اليهودي؛ والقانون الأساسي الإسرائيلي، الذي يحل محل الدستور، يُعرِّف الدولة بأنَّها دولة يهودية. يحصل الإسرائيليون على معاملة تفضيلية، مثل حق اليهود من أي مكانٍ في العالم في الهجرة إلى الاراضي المحتلة والحصول على جنسيتها فورًا، أمَّا المسلمون فيتعرضون يوميًا إلى تمييزٍ ويُعامَلون باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية. تقع مكَّة، التي تُعَد أكثر بقاع الأرض قداسةً للمسلمين، في المملكة العربية السعودية، التي تعد نفسها مركز الإسلام في العالم أجمع. المسلمون فقط هم من يمكنهم الحصول على الجنسية السعودية؛ أمَّا غير المسلمين فيُعاملون باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.
4- النظامان يُصدّران “المنتجات” التي تروج العنف في العالم. تعَد الكيان الإسرائيلي إحدى أكبر مصدري السلاح في العالم، وتُدرب قوات الشرطة في دول أخرى، مثل أمريكا، على طرق القمع. أمَّا السعودية فتُصدّر الأيديولوجية الوهابية المتطرفة إلى كافة أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. والوهابية هي الأساس الأيديولوجي لتنظيمي القاعدة و داعش.
5- إذا كان “عدو عدوي صديقي”؛ فكراهية إيران هي التي تجمع هذين الخصمين سويًا. ينظر الاثنان إلى إيران باعتبارها خطرًا وجوديًا، ويتخوَّفان من تزايد نفوذها في المنطقة. عارض النظامان الاتفاق النووي الإيراني الذي كان انتصارًا كبيرًا للدبلوماسية على الحرب؛ وهما مُصممان على منع الولايات المتحدة من الاقتراب أكثر من ذلك من إيران.
6- دعمت الدولتان الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر، الذي أسقط الحكومة المنتخبة وأسفر عن موجة من القمع زجَّت بحوالي 40 ألف شخص في السجون. وضخَّ السعوديون مليارات من الدولارات لملء خزائن نظام السيسي، الذي تعاونت الحكومة المصرية في عهده مع إسرائيل في حصارها المستمر لغزة.
تدعم إسرائيل والسعودية المجموعات المتطرفة في سوريا، مثل جبهة النصرة التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة؛ فالاثنان يريدان إسقاط الرئیس بشار الأسد أكثر من رغبتهما في هزيمة داعش. دعم السعوديون جبهة النصرة؛ وعالج الكيان الإسرائيلي مقاتلي الجبهة في مستشفياتها ليعيدهم إلى جبهة القتال ضد الجيش النظامي السوري. قتلت إسرائيل أيضًا المستشارين اللبنانيين الإيرانيين الذين ساعدوا حكومة الأسد في محاربة جبهة النصرة.
7- تسجن الكيانان آلافًا من السجناء السياسيين، بينهم قُصَّر. في فبراير (شباط) 2016، كان لدى الكيان الاسرائيلي 32044 فلسطينيًا في سجونها، بينهم 438 قاصرًا. الكثير من القُصَّر مسجونون بتهمة إلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين. أمَّا السعودية فقد أعدمت قُصَّرًا، ولديها الآن ثلاثة قصَّر يحاكمون بسبب تظاهرات سلمية قد يواجهون حُكم الإعدام عليها.
8- أنفق النظامان ملايين الدولارات للتأثير على السياسة الأمريكية. الكيان الاسرائیلی لديه صلات وثيقة بـ”أيباك”، التي تعَد اللوبي الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية. وأطلق السعوديون نسختهم الخاصة من “أيباك”: لجنة شؤون العلاقات العامة الأمريكية السعودية أو “ساراك”. ولسنواتٍ كان النظام السعودي يحاول شراء النفوذ عبر استخدام كبرى شركات العلاقات العامة والخدمات القانونية، وقدَّمت تبرعات لمؤسسة كلينتون، ومؤسسة كارتر، والكثير غيرهما من المراكز البحثية وكبرى الجامعات الأمريكية.
9- يُعَد الطرفان حليفان للولايات المتحدة منذ أمدٍ طويل. استمرت الإدارات الأمريكية المختلفة في دعم الكيان الإسرائيلي منذ تأسيسها في عام 1948؛ كما دعمت ملوك السعودية منذ تأسيسها في عام 1932. وساهمت أمريكا في حماية الطرفین؛ فدافعو الضرائب الأمريكيون يقدمون ثلاثة مليارات من الدولارات سنويًا للجيش الإسرائيلي.