بين “محو” سوريا والعدوان على اليمن … اين اسرائيل ؟
بقلم/ زيد أحمد الغرسي
صرح رجب طيب اردوغان رئيس تركيا قبل ايام ” ان الاوضاع في سوريا ستؤدي بها الى ان تُمحى من الخارطة ” … هذا التصريح الذي يعبر عن حقيقة العدوان على سوريا لم يكن مفاجأ الا انه يؤكد بعد مرور اكثر من خمس سنوات من الحرب على سوريا استمرار امريكا واسرائيل ومن معهما في تنفيذ مؤامراتهم على سوريا حتى تحقيقها وان التحركات السياسية لما يدعونه لوقف الحرب هناك ما هو الا شراء الوقت واستهلاك الجهد للدولة السورية فقط ،، وهو ما ينطبق ايضا على العدوان على اليمن حيث كانت بعض من نتائج تحركات بن سلمان في زيارته للولايات المتحدة الامريكية خلال شهر رمضان المبارك تصعيدية تنبئ عن استمرار العدوان على اليمن كمثل شراء قنابل عنقودية محرمة دوليا واستقدام شركة اسرائيلية الى جنوب المملكة للاستعانة بها في مواجهة من اسماهم الحوثيين وزيارته بعد وصوله مباشرة من فرنسا الى جبهة نجران للاطلاع على التحضيرات العسكرية لجيشه هناك واستمرار التحشيد لمرتزقته في جبهات مارب والجوف وتعز وغيرها من المحافظات اليمنية ومحاولة استصدار قرار من مجلس الامن ليكون مجددا لشرعية العدوان وما اعلان التهدئة المزعوم واطالة مفاوضات الكويت الا لترتيب اوضاعهم العسكرية واستقدام المزيد من قوات الاحتلال والمرتزقة تمهيدا للاستمرار في العدوان بوتيرة اكبر
هذه التحركات في سوريا واليمن تؤكد استمرار المؤامرة من دول الاستكبار على المنطقة واعادة ترتيب بعض اوراقها لمحاولة تحقيق اي انتصارات لهم بالتزامن مع ادخال المنطقة برمتها في فوضى امنية ومذهبية كبيرة من خلال التفجيرات الاجرامية الكبيرة التي شهدتها العراق وسوريا واليمن وغيرها مؤخرا لا سيما قبل الانتخابات الامريكية المقبلة وفي هذا السياق يأتي توافد قوات الاحتلال الامريكية الى جنوب اليمن وكذا اعلان البيت الابيض عن دراسته لطلب سعودي بإرسال قوات امريكية مباشرة الى سوريا مع تعزيز تواجد قواتهم في العراق ودعم داعش والقاعدة هناك ضد الجيش والحشد العراقي
استمرار الحروب ضد سوريا واليمن والعراق حتى تقسيمها وتدميرها هو خيار استراتيجي لأمريكا الملتزمة بجعل اسرائيل دولة اقليمية كبرى في المنطقة دون منافس وفق ما عرف بالمؤامرة المسماة الشرق الاوسط الجديد
ومع تدمير دول الارتكاز في المنطقة كسوريا واليمن والعراق ومصر تبقى المقاومة الفلسطينية وحزب الله حجر عثرة في مشروع اسرائيل الكبرى وفي مواجهة ذلك عمدت امريكا الى السعودية والامارات بنزع سلاح حركتي حماس والجهاد وبقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة ما دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للخروج مؤخرا بتصريح صحفي نسب اليه اعلن فيه عن التزام السعودية بنزع سلاح حركات المقاومة في فلسطين اما حزب الله فيقوم العدو الاسرائيلي بالإشراف على مواجهته عسكريا في سوريا و تشويهه بحملات اعلامية ضخمة في وسائل الاعلام العربية والعالمية وفي الدهاليز السياسية من خلال تصنيفه كمنظمة ارهابية واختلاق مشاكل امنية له في الداخل اللبناني عبر عملاءهم
بالمقابل نلاحظ تطور وتصاعدا للعلاقات بل وتسابق في خدمة كيان العدو الصهيوني من قبل الانظمة العربية وعلى رأسها النظامين السعودي والاماراتي ” ادوات امريكا واسرائيل لتدمير المنطقة ” بشكل اصبح علنيا ومفضوحا وصولا الى اعلان طبيعة العلاقة بينهما فيما عرف بالاتفاق بين الجانبين الاسرائيلي والسعودي والذي عبر عنه مستشار الديوان الملكي السعودي انور عشقي خلال لقاءه ب”دوری غولد” مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية والمستشار الأبرز لرئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” وتضمنت سبع نقاط ابرزها اقامة التطبيع مع العدو الاسرائيلي وتقسيم العراق والسيطرة على نفط مارب والجوف واقامة جسر يربط الخليج بافريقيا عبر اقامة مدينة النور بين اليمن وجيبوتي ووالخ
وفي تصريح علني اخر أكد أنور عشقي خلال مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إن “كلاً من السعودية وإسرائيل لديهما مصالح مشتركة،” مشيراً الى أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز سيكون “عرّاب التطبيع بين “اسرائيل” والعرب.” وفي هذا السياق قامت الامارات بفتح قنصلية للعدو الصهيوني رسميا في ابو ظبي
وكانت زيارة محمد بن سلمان مؤخرا الى أمريكا خطوة هامة في تعميق العلاقات بين البلدين وبين السعودية وإسرائيل حيث جرى لقاء بين بن سلمان ووزير الحرب الاسرائيلي في أمريكا وقبلها كان هناك التوقيع على اتفاق امني بين محمد بن سلمان ورئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو في مدينة العقبة بالأردن مؤخرا .
وكان اخر ذلك ما كشف مسؤول في كيان العدو الصهيوني عن لقاء جمع سفيرة كيان الاحتلال الإسرائيلي في الأردن بنظيرها السعودي في الأردن مؤخرا لبحث مستجدات تحالف العدوان على اليمن باعتبارهما منخرطان في التحالف.
ما يجري على المنطقة وشعوبها مؤامرة كبيرة لصالح العدو الاسرائيلي بالدرجة الاولى تقوم بها داعش الكبرى “السعودية ” وإسرائيل الصغرى “الامارات” ، لكن يتم تمرير هذه المؤامرة على كل بلد وفق ظروفه وطبيعته وموقعه الجغرافي وما يناسبه من عناوين تضليلية كدعم الثورة في سوريا واعادة الشرعية في اليمن ومكافحة ما يسمى الارهاب في مصر والعراق وغيرها من العناوين التي تحاول تصوير الحروب في المنطقة بانها خلافات داخلية أو صراعات بين الاحزاب السياسية داخل هذه الدول فمتى سيعقل العرب والمسلمين ؟