هدنة (عبدربه) و محاولة فرض الصورة البديلة لإتفاق مسقط أو إلغائها.
بقلم / محمد الحاكم.
في خضم نتائج إتفاق مسقط الموقع مؤخرآ والتي تم تحت رعاية سلطنة عمان و الولايات المتحدة الأمريكية وما نتج عنه من ضغوطات دوليه و إقليميه على عبدربه و حكومته بضروره القبول و الإلتزام بها , أتت ردود و أفعال قوى العدوان و مرتزقتهم وعلى لسان الخائن عبدربه وبعض قيادات زمرته معاكسة تمامآ لما كان مؤمل منهم , فقد قوبل هذا الإتفاق كما كان متوقعآ منهم بالرفض التام تحت ذرائع واهيه تعبر في مجملها عن عظيم الأنانية ومدى الإرتهان و الذل و الهوان التي يمتلكونها تجاه هيمنة وسخط أسيادهم , أضف الى ذلك أنهم عمدوا على إحداث سلوك أكثر عدائية هدفوا من ورائه محاولة إيجاد متغيرات قد تفضي إلى قلب وخلط الأوراق من جديد .
إن إشتداد المعارك الناجمة عن تعدد الهجمات و الزحوفات التي شنتها قوى العدوان و مرتزقتهم والتي شهدتها مختلف جبهات القتال خاصة منها في مناطق الداخل اليمني, في كلآ من مأرب وميدي و البقع وتعز في مختلف مناطقها والتي جاﺀت بعد هذا الإتفاق, إنما هي محاولات جديده تسعى من خلالها قوى العدوان و المرتزقه الى فرض صورة مغايرة لما تم الإتفاق عليه في مسقط إن لم يكن هدفهم أسقاطها و إلغائها , والتي يمكننا قياسها من خلال الآتي :-
1- ان تكثيف الاعمال العسكريه من قبل العدوان في مختلف الجبهات لا يعني إلامحاولة منهم في إيجاد سيطرة فعلية على أكبر قدر ممكن من الأراضي, لما لذلك من اهميه بالنسبه لهم عند أي مفاوضات قد تجري مستقبلا.
2- إن قيام عبدربه بالأعلان عن هدنة مشروطة و لمدة يومين قابلة للتمديد إذا التزمت القوى الوطنية بها , إنما تعني في حد ذاتها الخطر الحقيقي الذي سينسف من خلاله إتفاق مسقط وذلك من النواحي التالية :-
( أ ) … إن هذه الهدنة أتت بعد ان حققت قوى العدوان تقدماً محدوداً وخاصة في جبهة محافظة تعز وبالذات في كلاً من الجحملية و أحياﺀ المستشفى العسكري وسوفتيل , ولقطع أي محاولة للقوى العسكرية الوطنية الممثلة في قوات الجيش و اللجان الشعبية خاصة بعد إرسال تعزيزات عسكرية منوعة من مختلف المعسكرات , جاﺀت هذه الهدنة لتقطع وصول تلك الإمدادت وتحول دون وصولها .
( ب ) ….. إن الهدف الحقيقي من وراﺀ هذه الهدنة , هو ما تجلى في الشرط المسمى فك الحصار علي تعز و إدخال المساعدات الإنسانية وهو الذي يعني محاولاتهم في إرسال المزيد من الأمدادات العسكرية لقوى العدوان داخل المحافظة , وغيرها من مناطق وجبهات القتال , و الذي يمكن إثباتة في محاولاتهم الأخيرة من إنزال إمدادات جوية في مناطق الوازعية وغيرها .
( ج ) …… إن أي صورة من صور القبول الذي ستبديه القوى الوطنية سوف ينعكس سلبآ عليهم , إذ أنهم سوف ينسفون كل جهودهم وجهود قيادات السلطه في عمان السياسيه و العسكرية , وبأنهم مقرين تمامآ للرفض الذي أبداه عبدربه وحكومته إزاﺀ ذلك الإتفاق , و بأنهم سوف يضفون صفة الإنتصار المستحق لقوى العدوان و مرتزقتهم بعد أن كانوا أصحاب الحق المنتصر .
( د ) …… يعتبر القبول بهذه الهدنة و الإلتزام بها , أعترافآ صريحآ بسقوط و إلغاﺀ إتفاق مسقط , وبدلآ من ان كانوا سيحققون وقفآ حقيقيآ و كاملآ لكل الأعمال العسكريه , قبلوا بوقف مؤقت و مشروط , وهذا ما يمكننا تسميه بالفشل السياسي و العسكري .