بوتين بعد حادثة اغتيال سفيره في تركيا.. هل تكون قطر والسعودية ضالعتان في جريمة الاغتيال ؟
في اول تصريح عقب جريمة اغتيال السفير الروسي في تركيا اندريه كارلوف اطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصريحات مطمئنة لتركيا بوصفه جريمة اغتيال السفير الروسي بانقرة بأنها ” عمل استفزازي يهدف إلى نسف العلاقات الطيبة مع تركيا”.
واكد بوتين عقب اجتماع طارئ عقده مع كبار مسؤوليه ومستشاريه أن السفير الروسي لدى تركيا “قُتل بشكل جبان” في اشارة إلى عملية الاغتيال التي استخدم فيها ضابط تركي من القوات الخاصة كان ضمن قوات الحماية الأمنية مسدسة بصورة غادرة باطلاق خمس رصاصات على جسد السفير عندما كان يلقي كلمة امام المشاركين في فعالية عن الفنون الحديثة بمشاركة فنانين تشكيليين من روسيا في العاصمة التركية انقرة، قبل أن تقتله الشرطة التركية بذريعة أنه رفض تسليم نفسه.
وقال بوتين الذي بدا حزينا حيال مقتل سفيره في تركيا ” يجب الرد على قتل السفير الروسي بتعزيز مكافحة الإرهاب” مطالبا بضمانات أمنية حول سلامة البعثات الدبلوماسية الروسية في تركيا.
وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، اليوم الإثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلف بالحصول على ضمانات أمنية من أنقرة حول سلامة البعثة الدبلوماسية الروسية في تركيا.
وقال بيسكوف للصحفين: “سيتم تعزيز حراسة البعثات الدبلوماسية التركية في روسيا…كما كلف الرئيس الروسي بالحصول على ضمانات من الجانب التركي حول توفير أمن الممثليات الدبلوماسية الروسية في تركيا”.
وجاء ذلك فيما أكد وزير الداخلية التركي إن قاتل السفير الروسي كان شرطيا، فيما قالت مصادر تركية أن القاتل دخل إلى قاعة الفعالية حاملا هوية شرطة وكان يحمل مسدسه الخاص.
واعتبر محللون سياسيون تصريحات الرئيس الروسي بشأن جريمة الاغتيال التي استهدفت سفيره في انقرة اليوم رسالة بالغة القوة إلى الأطراف التي تقف وراء جريمة الاغتيال، مشيرين إلى أن الاتهامات تتجه حاليا نحو قطر والسعودية في تنفيذ هذه الجريمة والتي بدا أن السلطات الروسية مقتنعة أن اطرافا اخرى نفذتها تسعى إلى نسف العلاقات التركية الروسية بعد التقارب الكبير بين الدولتين في ملف مكافحة الإرهاب.
وقال سياسيون عرب إن من غير المرجح أن يكون نظام اردوغان وراء تدبير مخطط الاغتيال وأن قتل الشرطة التركية للقاتل لا يمكن أن يكون دليلا على التواطؤ في هذه الجريمة، مشيرين إلى أن الضربات القاضية التي منيت بها عواصم عربية بعد افتقادها مشروعها الداعشي في سوريا هي صاحبة المصلحة الأولى والحقيقية في الجريمة، وأنها قد تكون تورطت في الجريمة وسط اعتقاد منها بأن تقاربها مع واشنطن ولندن سوف يوفر لها الحماية للافلات من العقاب.
ويشير هؤلاء إلى أن السياسة التي اتبعها اردوغان مؤخرا حيال التعاون مع ورسيا في الحرب على الإرهاب اغضبت بعض الدول التي كانت تعد حليفة وداعمه بصورة اساسية لنظام أردوغان وأن الدولتين التين يعتقد أنهما ضالعتان في تدبير جريمة الاغتيال قطر والسعودية وربما اطراف دولية اخرى سعت بهذه العملية إلى الانتقام من روسيا لدورها المحوري في تطهير الاراضي السورية من التنظيمات الإرهابية من جهة ومن جهة ثانية توجيه رسالة تأديب للرئيس التركي رجب طيب اردوغان لاتهامه بخذلان حلفائه في معركة حلب.
وقال محللون اتراك ان كون القاتل واحد من المتسبين للشرطه فذلك يعني ان تركيا تعاني من ازمة عميقة في نفوذ حلفائها العرب المتهمين بتصدير الارهاب مع وصول نفوذهم الى اجهزة الشرطه والامن التركيين.
وكانت قناة” ستيفاني” الروسية وهي القناة الاولى في التلفزيون الروسي الرسمي اذاعت انباء عن تورط انظمة عربية كالسعودية وقطر في الحادث . لكن الكرملين لم يوجه اصابع اتهام وفضل الصمت حتى توفر معلومات كافيه لمعرفة المتورطين ، واكد وزير الخارجية الروسي بان المتورطين لن يفروا من العقاب اينما كانوا في العالم في اشارة غير مباشرة لتورط انظمة حكم.
واعتبر اعلان روسيا عزمها بحث جريمة الاغتيال في مجلس الامن الدولي اشارة لتورط اانظمة في جريمة اغتيال السفير ومؤشر على عزم روسيا الحصول على اجماع دولي للقضاء على الارهاب وهو ما قد يؤدي الى تدخل اكبر لروسيا في المنطقة .
وكانت السلطات الروسية طالبت من تركيا اجراء تحقيقات مشتركة في جريمة الاغتيال التي استهدفت سفيرها في انقرة فيما اعتبرت الخارجية التركية جريمة الاغتيال بأنها تكشف الوجه القبيح للإرهاب.