من خلال بيان وزارة الخارجية الأمريكية وتصريح كيري في المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام زيارته للرياض يتضح أن الشروط التي وضعها في الملف اليمني هي نفسها مطالب العدوان السابقة التي تم طرحها في مفاوضات الكويت بل كشف بشكل علني رفضهم التخلي عن هادي إلا بعد الانسحابات للجيش واللجان الشعبية من جبهات المواجهات وتسليم صنعاء والحديدة وتعز للعدوان وهذا يؤكد ان لا نية للتحالف وقف عدوانه على اليمن ، والسؤال هنا هل جاء كيري من واشنطن إلى الرياض في زيارة ليومين ليعلن عن دعمه لمبادرة ولد الشيخ فقط او يدافع عن هادي ؟ بالتأكيد لا فهناك أهداف أمريكية من وراء هذه الزيارة من اهمها التغطية على تصعيد العدوان في كل الجبهات ومحاولة الدفع بمرتزقته لتحقيق أي انتصار ميداني قبل وصول ترامب إلى البيت الابيض في شهر يناير القادم إذ من المعلوم ومن خلال الزيارات الأمريكية السابقة الى الرياض كان يأتي بعدها تصعيد ميداني للعدوان في كل المجالات فعلى سبيل المثال زيارة اوباما الى الرياض في شهر ابريل من العام 2016م جاء بعدها احتلال حضرموت بشكل مباشر ووصول قوات امريكية جديدة الى قاعدة العند الجوية وبعد زيارة كيري الأولى إلى الرياض في شهر أغسطس من العام 2016م جاء بعدها تحريك الورقة الاقتصادية وقرار نقل البنك المركزي من قبل هادي إلى عدن بالإضافة الى تحريك خلايا امنية كبيرة في الحديدة وصنعاء وايضا تصعيد الزحوفات الميدانية للمنافقين في ميدي وحرض بالإضافة إلى التحضيرات لمحاولة احتلال الحديدة.
من المعلوم أن الإدارة الأمريكية على موعد مع تسليم اوباما رئاسة الولايات المتحدة الامريكية للمرشح الفائز ترامب المعروف بتشدده ومعاداته الكبيرة للإسلام وشعوب المنطقة وخلال هذه المرحلة ” اي من مرحلة فوز ترامب إلى تسلمه الحكم ” ترى الإدارة الأمريكية ضرورة تحقيق انتصار وانجاز بعض أهدافها في عدوانها على اليمن وفي سبيل ذلك جاءت زيارة كيري الأخيرة للرياض للدفع نحو هذا الاتجاه وبنفس الزيارات السابقة سبق زيارة كيري الأخيرة تصعيد كبير في عدة جبهات وملفات من ابرزها : – الزحوفات الكبيرة لمنافقي العدوان في علب والبقع ومحاولة ما اسموها فتح جبهة جديدة في صعدة التي ستشكل تحولا كبيرا في سير المعركة حسب وصف إعلام العدوان – الاعلان من جديد عن استكمال الاستعدادات والتحضيرات لما أسموها معركة تحرير تعز وباب المندب بالغرم من فشلهم خلال المرحلة السابقة – تهجير المواطنين اليمنيين من جزيرة ميون على البحر الأحمر وإنشاء قواعد عسكرية تابعة للعدوان فيها – التحضيرات والاستعدادات الكبيرة التي يقومون بها حاليا في جبهة نهم التي يحشدوا اليها بشكل بعيد عن الإعلام – كما يلاحظ التصعيد الامني للعدوان وخلاياه في العاصمة صنعاء حيث تم الاعلان عن القبض على بعض الخلايا الإجرامية التابعة لمليشيات حزب الاصلاح في فترة وجيزة وهو ما يشير الى التحضيرات التي كان يعد لها العدوان ومنافقيه في الجانب الأمني والمراد منها خلخة الأمن في العاصمة صنعاء عبر الاغتيالات والتفجيرات والعبوات الناسفة – ترافق ذلك مع حملات إعلامية ضخمة استهدفت الشارع اليمني في محاولة لخلخلة الجبهة الداخلية من خلال الشائعات التي تشوه وتسيئ إلى بعض الأطراف المواجهة للعدوان أو تختلق صراعات أو أخبار وهمية ليقوم المنافقون بإشغال الرأي العام اليمني حولها وإلهاء الشعب عن مواجهة العدوان وتصعيده خلال هذه المرحلة – أسلوب الخداع الذي يتخذه إعلام العدوان وتصريحات قياداته حول قرب الاعلان عن الاتفاق السياسي كخطوة يريدون من خلالها إضعاف جبهة الصمود وركون أبناء الشعب اليمني للحل السياسي وإضعاف حالة الاستنفار ورفد الجبهات بالرجال، ساعد ذلك تصريحات الكويت التي أعلنت عن استضافتها للتوقيع على الاتفاق النهائي مع أن مبادرة ولد الشيخ كما هي لم يتم تغييرها حسب ملاحظات المجلس السياسي الأعلى – كل ذلك لخصه عسكر زعيل أحد قيادات المنافقين التابعين لعلي محسن الاحمر في تغريدة له بتويتر بقوله ” يبقى لنا من الوقت الضائع شهر او شهر ونصف من الآن لتحقيق ما يمكن تحقيقه على الأرض لكسب الرهان قبل ظهور التحولات السياسية الجديدة في المنطقة ” وهو يشير بذلك إلى الوقت المتبقي لوصول ترامب إلى السلطة في أمريكا – وعلى مستوى المنطقة فالتفجيرات التي حدثت في مصر والأردن وجنوب اليمن وتركيا وغيرها في نفس التوقيت خلال الأيام الأخيرة الهدف منها تهيئة الأرضية لمشروع ترامب القادم الذي أكد على مكافحة ما يسمى الإرهاب كأولوية له كما أنها تهدف لإعادة تزعم الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة ما يسمى الإرهاب خاصة بعد دخول روسيا بقوة في هذا الملف وهو ما يشير إلى استخدام ترامب لهذه الورقة بشكل أكبر من أي وقت مضى لتحقيق إهداف الاستعمار الصهيوني الجديد بعد تحقيق اوباما شوطا كبيرا فيه.