صَدَق الوعد
للشاعر معاذ الجنيد
“هُدهدٌ” “قاصِفٌ” عليهم “رقيبُ”
من تولَّاكَ سيدي لا يخيبُ
بعد عُمرٍ من الحصار علينا
تتجلَّى حقائقٌ ، وغيوبُ
صدَقَ الوعدُ ، والوعيدُ ، فسُقنا
طائراتٍ على الأعادي تجوبُ
حسبنا أنها صنيع يدينا
وإلى الله فضلها منسوبُ
كل شيءٍ يُشيرُ أنَّ بأرضي
قائدٌ مُؤمنٌ ، وشعبٌ عجيبُ
ينطقُ الفِعلُ إن نطقتَ بأمرٍ
إن تحدثتَ في الطُغاةِ أُصيبوا
“راصدُ” المُعتدين حامَت عليهم
و”البراكين” علمها محسوبُ
خاطِفاتُ المدى تميَّزُ غيظاً
ما على نارِ شوقها تثريبُ
أيها الساخرون منا رويداً
صُبحنا للمُكذبين قريبُ
إن بدَت آيةٌ عليكُم سخرتُم
وعلى ( تل أبيب ) يجري النحيبُ
يا (سليمان) هُدهُد اليوم أضحى
في يديه البلاغُ ، والتعذيبُ
إن أتوا مسلمين ، فهوَ سلامٌ
وإن استكبروا ، فردٌّ عصيبُ
ما وراء ( الرياض ) حقٌّ علينا
لـِ(الإمارات) “قاهِرٌ” وتذوبُ
هكذا نحنُ يا مدى إن ثأرنا
تتهاوى عواصِمٌ وتغيبُ
من على الوقت راهنوا قد أظلّوا
فمع الوقت صبرُنا الموهوبُ
لم نكُن عاجزين حين صرخنا
حسبُنا الله وهوَ نعم الحسيبُ
نحنُ جيشٌ يقودهُ الله حقاً
كل جيشٍ أمامنا مغلوبُ
ضعفنا قوّةٌ مع الله عظمى
صبرُنا في سبيله تخصيبُ
ما صمتنا على المجازرِ خوفاً
إنَّ صمت الأُباة ردٌّ رهيبُ
فارحلي الآن يا عواصف عنا
ليس يُجدي مع الجبال هُبوبُ
حاربونا ليسلبوا العزمَ منا
إنما الآن من هوَ المسلوبُ !؟
السلاحُ العظيم في كل أرضٍ
عند شعبي تبينُ فيهِ العيوبُ
حانَ طرد الغزاة من كل شبرٍ
ما تركناك للعدا يا جنوبُ
مددُ الحسم قادِمٌ يا رُبانا
فاشرِق الآن واثقاً يا غروبُ
النفيرُ ، النفيرُ يا كل حُرٍّ
ما لجيش الغُزاة إلا الهُروبُ
عشت يا شعبنا العظيم عظيماً
لكَ ذلّت قوىً ، وهانت خُطوبُ
يا حفيد الرسول بالله قُلِّي
كيف لا تفتدي هواكَ القُلوبُ
من تولاكَ يرتقي ، يتسامى
يُخطئُ الأقوياءُ ، وهوَ يُصيبُ
بِكَ لو لم يمُنّ ربي علينا
كيف كانت بنا ستمضي الحروبُ
إنَّ شعباً مُجاهداً وعظيماً
دونما القائد الحكيم يذوبُ
ما الذي تستفيدهُ أنتَ منا ؟
نحنُ جرحٌ على يديكَ يطيبُ
هل حميناكَ ؟ أم حمينا ثرانا ؟
من هو المُستفيدُ منّا يُجيبُ !
لستَ ذا سلطةٍ ونحنُ عبيدٌ
علَمٌ أنتَ ، قائدٌ ، وحبيبُ
نحنُ طُلابُ عزّةٍ ، وشموخٍ
وبكفيكَ عِزُّنا المطلوبُ
تغرِسُ الصبرَ ، والإرادةَ فينا
وتنادي توكلوا ، لن تخيبوا
رافقتكم معية الله ، فامضوا
وبه استمسكوا ، إليه أنيبوا
معكَ العزُّ كلّهُ يحتوينا
ولنا من يد الإله نصيبُ
اتّبعناكَ سيدي فانتصرنا
وأضاءت لنا الخُطى والدُروبُ
طاحَت الإف ، والمُضادات قامَت
يا أعادي نصيحتي أن تتوبوا
شامِخٌ شعبُنا بنهج بن طه
فاصرخي خلف نهجه يا شعوبُ