تلخيص المحاضرة الثقافية التربوية الرمضانية يوم 18 مضان للسيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي / بقلم حمير العزكي
(((دروس وعبر من غزوة بدر الكبرى))) (( 2 ))
● مثلت غزوة بدر الكبرى حدثا تاريخيا مفصليا وهاما جدا من حيث > نقل المسلمين من حالة الاستضعاف الى حال القوة > عزز الأمل في قلوب المؤمنين > عزز الثقة بالله عزوجل > كسرت قواعد المواجهة السائدة > قلبت موازين القوى وحطمت الهيبة العسكرية والمعنوية للباطل
● كيف يمكن تطبيق مشروع الحق في مواجهة الباطل ؟؟ > نحن كمسلمين معنيون ان نحدد مساراتنا ونحسم خياراتنا بالاقتداء بالنبي صلوات الله عليه واله في تحركنا لاحقاق الحق ومن مظاهر الاقتداء بالنبي صلوات الله عليه واله المستفادة من واقعة بدر الكبرى ما يلي :
أولا : التحرك في مواجهة الباطل بأنفسنا إقتداء بالنبي صلوات الله عليه واله وعدم الاقتداء بأي عالم اوشخصية لاتدعو الى التحرك لمواجهة اعداء الاسلام ونحن نرى الخطر واقع بالامة من قبل امريكا واسرائيل مباشرة او غيرمباشرة بتحريك اذرعهما في الداخل لإشعال الصراعات الداخلية من اجل إشغال الأمة والهائها عن العدو الحقيقي مهما بلغت مكانة تلك الشخصيات فلامكانة اسمى من مكانة النبي ولا إقتداء بمن لم يقتد به.
ثانيا : لم يكتف النبي صلوات الله عليه واله بالدعاء عندما اقتضت الحاجة للتحرك والمواجهة وهو يعلمنا بذلك أدب الدعاء وفاعلية الدعاء المتمثلة في الدعاء مع التحرك لا مع التخاذل والقعود.
ثالثا : حتمة المواجهة والصراع مع الباطل فبرغم مثالية النبي صلوات الله عليه واله وحكمته التي لم يبلغها بشر قبله ومكارم اخلاقه التي لاخلاف عليها كان لديه خصومة مع الباطل وكان لابد من مواجتهه وحتى انسانيا لم تستطع كل الامم والشعوب التي قررت عدم المواجهة ان تتجنبها بل كلما تأخرت زادت تكاليفها.
رابعا : ان نظام التدافع سنة الهية ثابتة لضمان استمرار الحياة والطريق التي رسمها الله لإحقاق الحق.
خامسا : عدم الاعتداد بفوارق الامكانيات المختلفة وجعلها بوابة للمخاوف لانها تتلاشى أما الرعاية الالهية والقيادة المؤمنة الحكيمة والقضية العادلة والتحرك على اساس الحق .
سادسا : الرعاية الالهية لاتتحقق الا مع التحرك وتحمل المسؤولية وخلاف ذلك هو حال بني اسرائيل الذين طلبوا الرعاية الالهية بدون تحمل مسؤولياتهم
● قال تعالى (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ) > الطائفتين هما : 1/ الانجاز المعنوي والاقتصادي بالظفر بالقافلة وعلى راسها ابوسفيان
2/ الانجاز العسكري بالظفر بالجيش الذي يقوده ابوجهل > رغم الرغم الباطنة بالظفر بالقافلة لاعتبارات اقتصادية وتجنبا للمواجهة العسكرية الا أن ارادة العليم الخبير دفعت الى المواجهة العسكرية لما لها من آثار ونتائج هامة واستراتيجة في مسار الامة الاسلامية.
● مثل موقف الانصار بلسان سعد بن معاذ قمة الاقتداء والاتباع والوفاء والفداء ومثلت عبارته الشهيرة (وإنا صبر في الحرب صدق عند اللقاء ) المعنوية الايمانية الحقيقية التي تصنع النصر
وختاما : لإن الاسلام كدين وقيم ومبادئ يفرض علينا أن نكون أحرارا ولذلك يظل السعي الى التحرر هو المشكلة الاكبر والابرز مع قوى الطاغوت لانه يحرمها من السيطرة والهيمنة والنفوذ والوصاية