النباء اليقين

مسرحية جديدة للسعودية .. مجتهد يكشف خيوطها

 

بخطاب حماسي، خرج أحد السعوديين بمقطع فيديو تحدّث فيه عن إصابة مقاتل سعودي بلغم انفجر بقدمه في الحد الجنوبي، مستخدماً كلمات وأوصافاً تجعلك تشعر بأنّ الذي أمامك كان على بُعد خطوة من دحر الحوثيين من اليمن، وحتى إنه طالب بكتابة اسمه بماء الذهب هو وغيره من المقاتلين.

وتحدّث الشخص في الفيديو، الذي انتشر على الشبكات الاجتماعية، عن إصابة المقاتل الذي لكم بقدمه لغماً زرعه “أنصار الله”، وحتى إنه ذهب لأبعد من ذلك، حيث قال إن المقاتل وبعد الإصابة هرع إلى المستشفى مشياً، “وحتى أنه لم يخلع بدلته العسكرية ولم يطلب الإسعاف”!

وكان المقطع الذي وصلت مدته إلى دقيقتين مليئاً بكلمات وتوصيفات عن المقاتلين الذين عرّضوا حياتهم للخطر، مدافعين عن “وطنهم وعلمهم وعن حكومتهم”، ضارباً المثال بهذا المقاتل، يقول: “هنيئاً لنا مثل هذا الرجل، له نرفع القبعات”.

واللافت أن المقاتل المصاب لم تظهر على وجهه أي علامات ألم على الرغم من أن الإصابة توحي بعكس ذلك، الأمر الذي برره مصوّر الفيديو بقوله: “نعم، يتم تصويره وهو يبتسم، وهذا لم نره في الأفلام ولا حتى في الحروب العالمية”.

وختم بقوله: “هؤلاء يستحقون على صدورهم وسام الأسود، هم أبطالنا، لن ينساكم التاريخ”.

الفيديو الذي صُوِّر بلا زمان ولا مكان معروفين، تبيّن بعد ذلك أنه مجرد مقطع تمثيلي، لرفع معنويات المقاتلين بالحد الجنوبي.

فبعد انتشار الفيديو الذي وصفه كثيرون بالمؤثر، كانت الصدمة عندما أعاد حساب “مجتهد”، المغرد السعودي الشهير، نشر تغريدة من حساب اسمه “كشكول” مقطع فيديو لكواليس ذلك الفيديو، الذي ببساطة لا يتجاوز كونه مقطعاً تمثيلياً.

ويظهر في الفيديو الحقيقي شاب سعودي عرّف نفسه بأنه متخصص بالمؤثرات الخاصة السينمائية، مبرراً أن المقطع ذلك جهزه ليقدّم رسالة وهي: كيفية التعامل مع مثل هذه الإصابة ضمن الإسعافات الأولية.

ولكن هذا التبرير زاد من غضب السعوديين المتابعين للقصة، واصفين إياها بأنها أسلوب رخيص للهروب من الكذبة.

ومنهم من اعتبرها استخفافاً بعقول أهل البلد.

ولم يتبين بعدُ مَن وراء نشر ذلك الفيديو الذي جاء في أوقات كثُر فيها الحديث عن فشل السعودية في حربها باليمن، فمنذ أطلق ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ما يسمى بـ “عاصفة الحزم”، بهدف استعادة اليمن من سيطرة الحوثيين على حد زعمه ، قُتِل أكثر من 10 آلاف شخص وأُصيب أكثر من 40 ألفاً في الحرب الدائرة هناك.

ويحتاج ثلثا السكان، أي أكثر من 18 مليون شخص، إلى مساعداتٍ إنسانية، بينما يعاني أكثر من 7 ملايين سوء التغذية.

وما يزيد من حالة الإحباط لدى السعوديين رسائل بريد إلكتروني مُسرَّبة حصل عليها موقع “ميدل إيست إي” البريطاني، قبل شهرين، اعترف فيها وليّ العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لمسؤولين أميركيين سابقين بأنَّه “يرغب في الخروج” من الحرب الوحشية التي بدأها قبل عامين باليمن، وأضاف أنَّه “لا مانع لديه” فيما يتعلَّق بانخراط الولايات المتحدة مع خصمه اللدود إيران.

وكشف الأمير ذو الـ31 عاماً، عن نواياه تلك لمارتن إنديك السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، قبل شهرٍ واحد على الأقل من اتهام السعودية لقطر بتقويض حملتها في اليمن والتواطؤ مع إيران.