الهدهدنت..

ما زالت حفلات الأعراس في اليمن تحافظ على طقوسها التي يرجع تاريخها لآلاف السنين  ، وتكاليف الأفراح وكل ما يرافق الاحتفال بالزفاف من الزي وأساليب الزينة، والتقاليد في هذه المناسبة السعيدة تختلف من منطقة لأخرى وهنا نذكر بعض مراسم الاعراس في بعض المحافظات اليمنية

العرس في محافظة صنعاء :

تكون طقوس العرس في المحافظات الشمالية متقاربة مثل ما يحدث في العاصمة صنعاء ، فالعرس بالنسبة للرجال يكون يومين او يوم واحد فيتزين الشارع او الحارة الخاصة بالعريس ، حيث يحضر الضيوف العرس منذ الظهر وجبة الغداء ومن ثم المقيل في احدى القاعات الخاصة بالمناسبات والزفة والسمرة والتي يتناولون فيها القات ويتسامرون بالرقص على انغام الغناء والبرع والنشيد والمزمار في بعض العائلات .

بينما يكون عند النساء قاعة خاصة بهن وتستمر الطقوس لديهن اسبوعا كاملا ، حيث يكون اليوم الاول يوم ( الحمام ) و( الذبال ) و( النقش ) و(الحفلة) ويفرق بينها وبين يوم الدخلة ( الحلفة ) يوم يسمى ( نسمة ) حيث تنقش العروس وترتاح في ذلك اليوم استعدادا لذهابها لمنزل زوجها ، وتقدم خلال جلسات العرس الكعك وبعض الحلوى والمشروبات الغازية والشاي ، وتلبس العروس فساتين في كل يوم تختلف عن اليوم الذي قبله

العرس في محافظة ذمار :

طقوس العرس في محافظة ذمار وبعض المناطق المجاورة لها كصنعاء وعمران تستمر لمدة أسبوع كامل، في كل ليلة سهرة وسمرة تختلف عن الأخرى سهرة الرجال يكون بالعود وللنساء مغنية وليلة الزفاف «الجلوة»، كما يطلق عليها أهل ذمار تكون آخر ليلة من مراسيم الزواج، حيث تحضر نساء الحارة كل ليلة قبل موعد الزفاف لمدة أسبوع، من بعد المغرب يتسامرن وتقدم لهن القهوة والكعك، وتبدأ الفتيات بالرقص والأغاني، ويطلق عليها «الذبايل» تلبس العروس قميصاً من قماش ثقيل وذا أكمام طويلة، وطبعاً تكون العروس ملثمة، بحيث لا يراها أحد طوال سبعة أيام، ويتخلل هذه الأيام يوم يسمى يوم الحناء، حيث تلبس العروس زياً عادياً ويتم فيه مراسم الحناء، ويتم عمل غداء لأهل العريس قبل يوم الزفاف الذي نسميه ليلة «الجلوة»، أي الدخلة .

أما بالنسبة للعريس فيجتمع الأقارب والأصدقاء في جلسات تعرف بجلسات المقيل، حيث يتم توزيع المأكولات والمشروبات على الحاضرين، والاستماع إلى الوصلات الإنشادية، والغنائية لإضافة السرور والفرحة وتبادل التبريكات والتهاني، ومع مرور الوقت قلت مصاريف إقامة الأعراس وصارت محصورة في الأساسيات ومعظم العوائل صارت تقتصر في عقد الزواج والدخلة على يوم أو يومين فقط للتقليل من النفقات.

العرس في محافظة الضالع :

وعن طقوس الزواج بمحافظة الضالع التي تشهد اختلافاً كبيراً عن بقية المحافظات ، خاصة أن الكثير من الشباب عند إقدامهم على الزواج يتجاوزون تلك الحفلات ويقومون بزفة العروس من دون إشهار حفل الزواج، وقد يكون هذا لأسباب عدة، إما لتخفيف التكاليف نتيجة لظروف مادية تعانيها الأسرة أو بسبب عدم قدرة الأسرة على تحمل ما يسميه الأهالي (الجعثة)، ويقوم أهالي العريس أو العروس بإعطاء مبلغ مالي للعريس أو عروسه عوضاً عن الحفل، وهذا منتشر في أغلب مناطق المديرية».

 

العرس في محافظة حضرموت :

اما عن عادات الزواج في حضرموت فقد تختلف عن بعض المحافظات الأخرى، وربما قد تكون الأيسر مقارنة معها، فالزواج في حضرموت لا يشترط فيه أن يوفر الزوج منزلاً مستقلاً للزوجة، كما هو في بعض المحافظات الأخرى، فمن الممكن أن يتزوج الرجل ويذهب بزوجته إلى بيت العائلة، وتكون له غرفة خاصة به وعروسه دون الحاجة إلى تأجير أو شراء منزل جديد؛ أما بالنسبة للمهر فيختلف باختلاف العائلات، ففي وادي حضرموت مهما اختلف المهر فلن يصل إلى ما قد يصل إليه في بعض المحافظات الأخرى، يبدأ المهر من مائة ألف ريال إلى 400 ألف ريال، وقد يصل إلى نصف مليون ريال يمني بمختلف الطبقات الاجتماعية، ويعتبر هذا الرقم مناسباً عند بعض المحافظات الأخرى، وقد كان في مدينة سيئون وتريم وشبام وغيرها من المدن الرئيسة أقل من هذا المبلغ في السابق، ولكن ارتفع بسبب ارتفاع الأسعار والأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد؛ كما أن حفل الزواج يُقام في منزل العريس ومنزل العروس، فكلاهما يحتفل بالزواج في منزله الخاص، ولا توجد احتفالات في القاعات والأماكن المخصصة لحفلات الزفاف إلا ما ندر في الفترة الأخيرة، وهذه الاحتفالات التي تقام في المنازل دون القاعات توفر كثيراً من المال الذي تخسره بعض الأسر في قاعات حفلات الزفاف، والذي ساعد في ذلك أن منازل أهل وادي حضرموت كبيرة جداً تتسع لعدد من الضيوف أكثر من أي منطقة أخرى».

اما من ناحية وجبات الغداء والولائم الخاصة بالزواج، الشيء الوحيد الذي فيه الزيادة والتكلفة، فأعداد الضيوف في الزواج كبيرة مما يكلف أهل الزوج مبالغ مالية في إقامة مثل هذه الولائم، وأما بالنسبة لتجهيز الزوجة، فتجهز حسب مقدرة أهلها من ملابس وغيرها، وكذلك شراء الذهب، وهذا أيضاً يشكل عبئاً على والد العروس، حيث إن البعض يستدين لشراء الذهب وتغطية مصاريف الزواج.