يمن العطاء بين التضحية والفداء
قلم/ أفراح الحبسي
مجتمعنا اليمني يحمل معاني كثيرة من الحب، والعطاء ، والبذل والسخاء نجده مليئاً بمآثر جلية وصفات حميدة وبساطة في تعامله على مستوى الأسرة الواحدة أو المجتمع ككل ولو تعمقنا داخل الأسرة اليمنية لوجدنا فعلا عمق الصّلة والتعاون فيما بينهم بل نجدهم يأكلون من وعاء واحد بعفوية ونفوس طيبة وغاية توصي بالوحدة والأصالة التي تبدأ من داخلها. فهكذا المجتمع اليمني حافل بمزايا تميزه عن غيره من المجتمعات الأخرى ؛ لأنَه يحمل ثقافة الامتثال الصادق في كل شؤون حياته بل ضرب أروع الأمثلة في صموده الأسطوري الذي أذهل العالم في صبره وحكمته العظيمة خلال ظروف العدوان التي يعيشها. لقد أثبت للعدو أنَ عبثية العدوان زادت ثقتهم العالية بربهم وتجمعهم الأسري بروح عالية وقلوب مليئة و متسعة تقبل أكثر و أكثر بمبدأ التكافل والتراحم في هذه المرحلة العصيبة، وخففت فيما بينها من الألم والمعاناة الشديدة فنرى الإيثار و التفاني والتراحم والتعاون الذي قلما نجده في غيرها من المجتمعات . فعطاؤهم بلا حدود وكرمهم تعجز الألسنة عن وصفه وتضحياتهم تدهش وتذهل كل من رأى وسمع عنهم أو حكي وروى مآثرهم؛ إنه بحق مجتمع قدير جدير ويحتاج إلى رعاية وحفاظ على مبادئه وكينونته كما انّه يحتاج إلى تشجيع وبذل في كل المجالات ولو نزلنا إلى هذا المجتمع العظيم لوجدناه يفتقد إلى عدة أشياء تحتاج لها الأسرة و المجتمع ولا نغفل عنه كونه عزيزاً في وجهته وكما يحتاج إلى وعى وإعادة نظر لنكمل ماهم عليه من مبادئهم السامية والقيم العظيمة وألأخلاق النبيلة التي فعلاً ظهرت مثمرة في حسن تعاملهم وانتصرت على عدوهم بل كسرت الصورة التي رسمها العدو لهذا الوطن العظيم الذي ظُنّ أنه سيهزم في أيام قلائل.