النباء اليقين

بيان رابطة علماء اليمن بشأن مجازر العدوان بحق الشعب اليمني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه:﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَاِّ وَغَضِب َاللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾ والقائل عزوجل ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين .. وبعد

فقد تابعت رابطة علماء اليمن بألم بالغ وأسىً عميق المجازر البشعة والوحشية التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الأبرياء من أبناء الشعب اليمني العظيم خلال الأسبوع في كلٍ من (صنعاء – صعدة – الحديدة – تعز) وغيرها من المناطق اليمنية والتي ذهب ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى في انتهاكٍ سافرٍ لكل القيم والشرائع السماوية والمبادئ والقوانين الإنسانية.

إنما حدث ويحدث من جرائم ومجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية، يمثل ويعبر عن الحضيض الأسفل الذي وصلت إليه مملكة قرن الشيطان وراعية القتل والتدمير والشر والفساد والطغيان.

وإن رابطة علماء اليمن لتؤكد أن استمرار هذه الجرائم الشنعاء وهذا القتل والإزهاق والتدمير والحصار الذي يحدث أمام صمت وسكوت وتغاظي وتواطؤ العالم لهو أكبر دليل على طغيان الشر والفساد والإنحراف عن القيم والمبادئ والمثل، الأمر الذي يؤذن بغضب من الله سبحانه وتعالى سيطال كل ساكتٍ وصامتٍ ممن بيده رفع الصوت والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

إن صمت وسكوت علماء المسلمين على هذه الجرائم يجعلهم شركاء في كل قطرة دمٍ تسفك، وإننا وأمام صمت العالم وتمادي قوى الاستكبار في عدوانها الهمجي الشرس وفي مجازرها البشعة وفي حصارها الجائر على شعب الإيمان والحكمة وتماديها في محاولة قتل شعبٍ بأكمله نحمّل كل الصامتين والساكتين من علماء العالم الإسلامي وكل القوى الحيّة في شعوبنا المسلمة وفي شعوب العالم المتحضر المسئولية الكبرى فيما جرى ويجري ونذكرهم أنهم مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى عن كل هذه الجرائم ومشاركون بصمتهم وسكوتهم وتفرجهم في دماء الشعب اليمني المسلم المسالم الذي تستباح دماؤه وتستهدف كل مقومات الحياة فيه.

إن استمرار هذه الجرائم الشنعاء وهذا العدوان والقتل والتدمير والحصار يحتم على كل فردٍ في الأمة القيام بدوره في جهاد أعداء الله وأعداء الدين وأعداء الإنسانية ويحتّم على أبناء شعبنا اليمني العظيم القيام بالواجب الديني الذي فرضه الله والدفاع عن الأرض والعرض والوطن دون انتظار لما يسمى بالمجتمع الدولي ولا منظماته الكاذبة الفاشلة ولا لصحوة الضمير العالمي الميت.

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم لا ردّ لهذا العدوان ولا سبيل لردع المعتدين إلا بالنفير العام والتوجه إلى الجبهات ورفدها بالمقاتلين وبالأموال والإمكانيات والوسائل التي تكفل تحقيق النصر.

يا أبناء شعبنا العظيم إن الواجب الشرعي والديني والإنساني يحتّم على أبناء اليمن وقيادتهم وحكومتهم وأبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل اليمنية الأبية سرعة الرد الحاسم القاصم الذي يكفل رد المعتدي عن عدوانه باستهداف كل إمكانياته وموارده وقواه الحيوية وهو الحق المشروع الذي يدعو إليه الله ورسوله وكتابه المنزل ﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ ولقوله تعالى ﴿انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

إننا إذ نشدُّ على أيدي رجال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية البواسل ونثمن تضحياتهم الكبيرة وصمودهم وثباتهم الأسطوري وما يسطرونه من ملاحم الدفاع عن الأرض والعرض لنؤكد على أن الواجب لا يشملهم وحدهم بل يشمل كل الأفراد القادرين على حمل السلاح وعلى البذل والعطاء والتوجه إلى ساحات النزال.

تعازينا لأسر الضحايا المكلومين ودعواتنا بالشفاء للجرحى والنصر والتمكين للمجاهدين.

وختاماً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بالنقمة من المعتدين الذين لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة وأن يأخذ بأيدي جيشنا ولجاننا ومجاهدين الأبطال في مواجهة المعتدين والظالمين والمستكبرين إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، حسبنا الله ونعم الوكيل وهو نعم المولى ونعم النصير ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً﴾ صدق الله العظيم.
صادر عن رابطة علماء اليمن

بتاريخ 8/ربيع الثاني 1439هـ 

الموافق 26 /12/2017م