دعوني أصرخ
الهدهد/مقالات
بقلم/زينب الشهاري
دعوني أصرخ ربما خفف الصراخ من وقع الألم الذي أضنا فؤادي، فلم يعد هناك مكان لأتحمل بعد، أصابني التشبع من مناظر الأشلاء و المجازر و الضحايا…
دعوني أحفر بأصابعي على نعش العالم المنافق المتظاهر بالموت هنا فقط و المفعم بألوان الحياة خارجاً فأرسم ملامح الموت التي صنعوها بأرضي و أسقيه دماً من حر دمع أحرق مهجتي ،،،،
دعوني أرمي بكل الوجع و كل الغليان و كل الغضب و رغبة الانتقام على صاروخ بلدي لأراه يتفجر هناك على من زرع الرعب و الموت و الدمار بوطني،، دعوني أشفي غليل الحرقة و أراهم يصيحون و ينوحون فيصيبني الارتياح و أكررها ثانية و ثالثة و عاشرة و مئة و ألف حتى تهدأ روحي،،،
هل أستطيع أن أثأر لكِ حبيبتي الصغيرة يا من سلبوا منك نور الحياة و أرسلوكِ مع آلاف الملائكيات الصغيرات مثلك إلى الحياة الأخرى فأنرتن يا عصفورات الدنيا أرض الفردوس و بقي الخبث يتصيد الزهرات الصغيرات و ينشر ظلامه و حقده هنا…
ليتني أجمع من قهر اليتامى و آهات الأرامل و عذاب الجرحى و أنين الجوعى سلسلة ألفها حول أعناق كل من صعر خده و أدار ظهره و شارك بجرم صمته و نيران آلته فأشد هذه السلسلة قوياً ليكابدوا آلاماً خلقوها بهم و يتجرعوا غصات وجع ألحقوها بهم فيصيبهم مما افتعلت أيديهم هنا….
تسافر روحي كلما أرادت السكون و نادت بالطمأنينة و تلهفت لشعور الفخر و العزة نحو أرض عشقت بطولاتهم و لثمت أقدامهم و حضنت أجسادهم، نحو أرض عشقت سماع تسبيحاتهم و دعائهم و حنت في كل حين لنواصيهم تلتصق بها عند السجود،، أرض شهدت شدة بأسهم و قوة شكيمتهم و عرفت عمق إيمانهم و رأت آيات الله تتجلى على أيديهم نصراً و ثباتاً و تنكيلاً بأعداء الوطن،،، هي ساحات الفداء،،، هي ميادين الكرامة،،، هي جبهات العزة و الانتصار… و هم أسود اليمن…
دعوني أروي لأجيال تأتي بعدنا بأننا صنعنا حاضرهم الزاهي بقاني دمانا و غالي أرواحنا و عظيم تضحياتنا ليحيوا هم و قد أشعلنا شمس حرية من نعيم ضياها يبصرون و تحت وهج نورها يعيشون و قد أزلنا عنهم غيمة استعمار كانت ستظل تمطر واقعهم بؤساً و شقاءً…
فدعوني أصرخ….أصرخ
أصرخ موتاً للعدا….. و نصراً للإسلام مبجلاً…
#اليمن_1000_يوم_من_العدوان