النباء اليقين

قراءه :امريكا المسارات والمئالات تجاه اليمن

.
توصيات فايرستاين سفير امريكا السابق في اليمن لمجلس النواب الامريكي, بخصوص دعم التحالف السعودي لتحرير(احتلال) سواحل الحُديدة غرب اليمن لم تأتي بجديد, فامريكا في وعي اليمنيين هي من تقود هذا التحالف منذ اليوم الاول , وهذه التوصيات انما تكشف للعالم بان امريكا هي من تقتل الشعب اليمني ..

**

ومن المتوقع ان تظهر امريكا من خلف الستار الخليجي وتدخل المعركة بشكل مباشر ,خصوصاً اذا اخطأت  في حساباتها بهدف احراق المراحل .

**

او في حال اوشك الخليجيين على الانهيار وفقدان القدرة على الاستمرار في  شن عدوان امريكا على اليمن, كما حصل عندما دفعتهم امريكا  للتدخل المباشر نهاية مارس 2015م ,لانقاذ حلفاءها في اليمن تحت ذريعة دعم شرعية الفار هادي المنتهية ولايته في الاصل وفقاً لكل المرجعيات .

ولم يكن خافياً -عدا السذج- ان  عمليات التحالف السعوامريكي لم تكن لإنقاذ شرعية هادي او محاربة إيران ,وإنما لإنقاذ مخطط الاقلمة والتمزيق الذي هندسة فايرستاين خلال فترة عمله ,والذي يقضي بتقسيم الجمهورية اليمنية الى ستة اقاليم بحكم ذاتي كامل وصلاحيات دستورية للأنفصال ,ضمن اجنده صهيوامريكية تهدف الى التهيئة لأحتلال  جنوب اليمن والوصاية على شماله الغارق في الفوضى, بعد اجهاض المشروع اليمني التحرري و النهضوي.

**

خبث ذلك المخطط تجلى خلال عامان من العدوان, ارتكب فيهما التحالف السعوامريكي ابشع الجرائم ,في مجازر جماعية بحق عشرات الألآف من اليمنيين نساءٍ واطفالٍ ومسنين ومكفوفين ومعاقين , الى جانب استهداف مقومات الحياة في اليمن , والحصار الخانق على ابناءه  الذي لم يسثني سوى الهواء لعدم قدرتهم على ذلك, لتكون تلك الجرائم وصمة عار في جبين الانسانية وادعياءها..

فهل دعم الشرعية في لغة امريكا تعني قتل اليمنيين وتدمير بلادهم اما ان السلاح الامريكي اخطاء الترجمة?

**

وفي ذات السياق ولكن من زاوية اخرى هناك معطيات غاية في الاهمية يجب ان لا تتجاهلها امريكا ترامب  أولها ان اليمن انتزع مستقبل استقلاله وحريته وسيادته,  بفضل الصمود اليمني  الذي مكن اليمنيين من ترتيب اوضاعهم, و بناء عقيدة دفاع وردع تتنامى وتتطور بسرعة خارقة لكل الحسابات كأستحقاق لمواجهة الاطماع الامريكية في اليمن .

**

كما ان ذلك الصمود اليمني هو من  أسس لسقوط المخطط  الرامي الى تأمين الكيان الصهيوني بتفتيت الشعوب العربية واستنزاف المحور العربي الاسلامي المقاوم ضمن مخطط بسقف  عالمي يتضمن اغراق اعداء امريكا في الفوضى عبر تسخين العناوين الملتهبة و خطوط التماس القابلة للاشتعال  .

**

وقد كان ذلك المخطط قاب قوسين من النجاح لولا الغلطة التاريخية لامريكا اوباما بتوجيه حلفاءها للعدوان على اليمن ,الذي واجهه صمود يماني قصم ظهر ذلك المخطط ,وجعل مساره في انكماش, وعطل النفوذ الصهيوغربي بعد اغراق المكينة الخليجية, وتحت اقدام المقاتل اليماني سقطت العقيدة العسكرية الغربية ,وبالقداحة أحرق هيبتها, ومعها تغيرت قواعد الاشتباك ,والتوازنات وبوصلة التحالفات لصالح الشعوب العربية واعداء امريكا.

**

وانتهى عهد امريكا اوباما ومنظومته التآمرية ,ولسان حالهم” لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن “.

**

اليوم وفي عهد الرئيس ترامب الذي وصف وضع امريكا بقوله “ان الصين تغتصب امريكا اقتصاديا” في اشاره للتداعيات الخطيرة  على مصير بلاده.

**

فان كانت ادارة ترامب ترى امريكا اولًا و عودتها للعالمية بتفرد من بوابة المصانع والمنافسة- وهذا الصواب-  فلن تستمر في إغراق المنطقة العربية في الفوضى ,وسوف تتخلص من مخلفات الفشل, وتعترف بالهزائم ,وتدرك عبثية مؤامراتها ,وأن الطريق مسدود أمام اطماعها خصوصاً في اليمن  كأستحقاق مُلزم في سلم الأولويات المفترضة.

**

وان كانت ادارة ترامب ترى تحقيق ذلك بعيون الصهيونية ,وان الطريق الى الصين وروسيا وايران  يمر عبر قتل الشعب اليمني ,وتدمير اليمن  بأي سياسة ,سواءً بالأستمرار في اغراق  الخليجيين(عدا عُمان) .

فالدفع لمواصلة العدوان يجعل ممالكهم الهشة عرضه للانهيار من الداخل في اي لحظة ,تحت وقع الاهتزازات العنيفة وتداعيات الكلفة وارتدادات الهزائم المستمرة.

**

اما اذا انتقلت امريكا من خلف الستار في عدوانها  الى المواجهة  المباشره,  ومهما كانت الظروف والحسابات والرهانات المادية , فالحتمي انها سوف تغرق في وقت قياسي , فان حالفها الحظ ووجدت مخرجاً فلتضع امريكا في حسابها, انها لن تخرج الا على كرسي متحرك, للمواجهة القادمة ضد مغتصبها الصيني وحلفاءه.

**

هذا إن لم تكن اليمن  هي المحطة الاخيره للاستكبار الغربي ,بولادة قيصرية لنظام عالمي جديد, تموت فيه  العاهرة امريكا ,ليُكتب خلاص البشرية على يد اليماني.
……كتب/حُميد القطواني