أردوغان: اتفقنا مع روسيا على عملية عفرين ولن نتراجع عنها!
الرئيس التركي يقول إن بلاده اتفقت مع روسيا على عملية عفرين ويؤكد أن تركيا لن تتراجع عن العملية، كما يهدد المهاجمين الذين أطلقوا صاروخاً على إقليم خطاي التركي الحدودي بأنهم سيدفعون الثمن. بالتزامن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة اليوم لبحث تفاقم الأزمة الانسانية في سوريا والتطورات في شمالها في ظل العملية التركية في عفرين.
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المهاجمين الذين أسقطوا صاروخاً على إقليم خطاي التركي الحدودي بأنهم “سيدفعون الثمن”.
وأكد أردوغان في كلمة له أمام وفد من رجال الأعمال أن بلاده لن تتراجع عن عملية عفرين، مشيراً إلى أن “هناك اتفاقاً مع روسيا على هذا الأمر”.
وأضاف أن الدول التيب حاربت داعش يطلب منها أن تحارب تنظيمي حزبي الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردي.
وأشار الرئيس التركي إلى أن الولايات المتحدة تقول إنه يجب أن تحددوا فترة عملية غصن الزيتون ولا تطيلوها بينما أقول لها “أنتم لم تحددوا فترة تواجدكم في أفغانستان”.
وشدد أن التحالف الدولي لم يحدد فترة وجوده فالمسألة ليست حساباً رياضياً ولا نحتاج إلى إذن أو ترخيص من أحد حتى نستمر في عمليتنا.
الرئيس التركي قال “لقد أتوا بـ 5000 شاحنة وبـ 2000 طائرة لنقل الأسلحة إلى الإرهابيين بينما نحن أردنا شرائها من أميركا ودفع مقابلها لكنها فضلت تسليمها للإرهابيين فكيف نكون حلفائها”.
وتابع “قريباً جداً أشقاؤنا الكرد والعرب والتركمان في عفرين سيشكروننا كثيراً عقب زوال ضغوط المنظمة الإرهابية”.
وأكد أردوغان أن تركيا ستقوم بكل ما يجب من دعم لمحاربة الإرهاب وأن القوات العراقية التي دربتها تركيا هي التي كانت في الصفوف الأمامية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
كما لفت أردوغان إلى أن بلاده أعدت قائمة بأسماء عناصر تنظيم داعش الإرهابي وأرسلتها إلى دول أوروبا، ولفت إلى أنه “بالرغم من تحذيرنا سمحوا بدخولهم بكل سهولة”.
وكرر الرئيس التركي تأكيد بلاده أن “عملية عفرين ستنتهي عند تحقيق أهدافها” على غرار “درع الفرات”.
لافروف: ندعو لاحترام وحدة الأراضي السورية
من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو “تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام السلامة الإقليمية للشرق الأوسط”.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الروسية “نحن منذ فترة طولية نولي اهتماماً إلى حقيقة أن الولايات المتحدة شرعت بإنشاء سلطات بديلة في جزء كبير من الأراضي السورية. وتقوم واشنطن بعمليات غير ظاهرة لنقل أسلحة إلى تلك الفصائل التي تتعاون معها، أولاً وقبل كل شيء، لقوات سوريا الديمقراطية، على أساس الميليشيات الكردية”.
وكانت الخارجية الروسية أكدت السبت الماضي أن روسيا تتابع تطورات الوضع في عفرين، مضيفة أن “موسكو تلقت هذه المعلومات بقلق، وتتابع عن كثب تطورات الوضع، وندعو الأطراف المتحاربة لضبط النفس”.
المرصد المعارض: “قسد” استعادت قريتي شنكال وأداملي بعد دخول القوات التركية إليهما
ميدانياً، أفاد مراسل الميادين بأن هناك تنسيقاً بين وحدات حماية الشعب الكردية والقيادة السورية منذ إطلاق تركيا تهديداتها لعفرين.
ونقل مراسلنا عن مصادر مطلعة قولها إن وحدات الحماية الكردية رفضت خلال المحادثات دخول الجيش السوري إلى عفرين. كما أشار إلى أن وحدات الحماية الكردية قسمت مناطق عفرين إلى 4 أقسام لا يُسمح بالتنقل فيما بينها.
ولفت مراسل الميادين إلى أن قوات حماية الشعب الكردية تسعى إلى استنزاف الجيش التركي في عملية طويلة..
الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في إقليم عفرين عثمان شيخ عيسى أكد في حديث للميادين أن القوات التركية لم تتمكن من دخول عفرين وأن هناك مقاومة شرسة لهم من داخل المدينة.
كما لفت عيسى إلى أن الحشود التركية موجودة على محاور عدة من عفرين وهي لم تتمكن من التقدم حتى الآن نتيجة مقاومة الكرد لهم.
من جانبها، دعت قوات سوريا الديمقراطية روسيا والتحالف الاميركي لتوضيح موقفهما إزاء الهجوم التركي على عفرين.
المرصد السوري المعارض قال بدوره، إن قوات قسد استعادت قريتي شنكال وأداملي اللتان كانت قد دخلتهما القوات التركية أمس الأحد.
وأضاف المرصد أنه علم أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين قسد من جانب، والقوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية المدعومة منها من جانب آخر، على محاور في الحدود الشمالية والغربية لمنطقة عفرين مع تركيا ولواء إسكندرون، حيث تتركز الاشتباكات على 6 محاور وهي شنكال وأدمانلي في شمال غرب عفرين، وشادية وسوركة على الحدود الغربية لعفرين مع لواء إسكندرون وباليا ورنة في ناحية بلبلة على الحدود الشمالية مع تركيا، وفق المرصد.
وأشار المرصد أيضاً إلى أنه تترافق مع هذه الاشتباكات استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، فيما قضى مقاتل جراء استهدافات متبادلة بين قسد والفصائل على محاور في ريف أعزاز الجنوبي بريف حلب الشمالي.
المرصد المعارض تحدث عن استمرار عمليات القصف من قبل القوات التركية على قرى وأماكن في منطقة عفرين، بالتزامن مع غارة نفذتها الطائرات الحربية على ريف عفرين، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وبحسب المرصد لوحظ غياب الطائرات الحربية عن أجواء عفرين، وعدم تنفيذ أي طلعات جوية خلال ساعات الليلة الفائتة وحتى الآن، بينما دارت اشتباكات بين طرفي الاشتباك على محاور في ريف حلب الشمالي على خطوط التماس بين الفصائل العاملة في عملية “درع الفرات” سابقاً وبين قسد.
وكانت واشنطن دعت تركيا إلى ممارسة ضبط النفس وضمان بقاء عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها لتجنب سقوط ضحايا.
وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بدوره قال في تغريدة له على موقعه على “تويتر” إن التطورات المحيطة بعفرين السورية تؤكد مجدداً ضرورة العمل على إعادة بناء وترميم مفهوم الأمن القومي العربي على أساس واقعي ومعاصر.
وأكد قرقاش أن الدول العربية ستصبح مشاعاً، وأن العرب سيهمشون في حال لم يعملوا على استعادة أمنهم القومي.
هذا وتواصل تركيا عمليتها العسكرية في عفرين. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال إنّ جيش بلاده دخل عفرين شمال سوريا ويعتزم إقامة منطقة آمنة بعمق 300 كيلومتراً، في حين أعربت مصر عن رفضها للعمليات العسكرية التركية، ورأت فيها انتهاكاً جديداً للسيادة السورية.
مجلس الأمن يبحث تداعيات الأزمة الإنسانية في سوريا وتطورات العملية التركية في عفرين
هذا ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة اليوم لبحث تفاقم الأزمة الانسانية في سوريا والتطورات في شمالها في ظل العملية التركية.
وتعقد الجلسة بطلب من فرنسا حيث أكد وزير خارجيتها جان ايف لودريان أن بلاده قلقة للغاية إزاء التدهور الخطر للأوضاع في مناطق مضطربة كعفرين.
وأفادت مراسلة الميادين في دمشق بأن الحكومة السورية ما زالت معارضة لعملية عفرين التي تؤكد دمشق أنها “عدوان على سوريا”.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس كشق في وقت سابق أن تركيا أبلغت واشنطن مسبقاً بالعملية العسكرية ضد الكرد في عفرين السورية.
من جهته، علّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على العملية العسكرية التركية في عفرين فدعا إلى احترام وحدة الأراضي السورية.
وقال لافروف إن “الولايات المتحدة تحاول إقناع الكرد بعدم التحاور مع دمشق وتحفز النزعات الانفصالية بينهم”.
ورأى أن الممارسات الأميركية في سوريا تعود لأحد السببين التاليين “إما عدم فهم للأوضاع أو استفزاز متعمد”.
وأكد لافروف أن ممثلي روسيا على اتصال بدمشق وأنقرة حول العملية التركية في عفرين، معرباً عن قلق بلاده من المبادرة الفرنسية بشأن عقد اجتماع طارئ حول سوريا في مجلس الأمن اليوم.
مصر كانت قد أكدت في وقت سابق رفضها العمليات التركية في عفرين وعدّتها “انتهاكاً جديداً للسيادة السورية”.
المصدر: الميادين