الخليج أون لاين: مغامرات السعودية تزيد تعقيدات أزمتها مع ألمانيا
متابعات / الهدهد
تتزايد الأصوات المنتقدة للسعودية في الغرب على المستويين السياسي والإعلامي على خلفية محاصرتها لقطر، وحربها في اليمن وانتهاكات حقوق الإنسان هناك، الأمر الذي لا يقابل بالتفهم من الجانب السعودي، خصوصاً تلك القادمة من الجانب الألماني.
ألمانيا ومنذ بدء الأزمة الخليجية تحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي وترى فيها مغامرة لا مبرر لها، وأدى تصريح لوزير الخارجية، زيغمار غابريل، وصف فيها السياسة السعودية بروح المغامرة لأزمة دبلوماسية بين البلدين لا تزال مستمرة منذ ثلاثة أشهر.
ولا بوادر لحل هذه الأزمة بين برلين والرياض خاصة أن ريغماز حاول لاحقاً، في ديسمبر الماضي، تخفيف لهجته بتأكيده أن بلاده تريد منطقة مستقرة يُساهم فيها الجميع على نحو بنّاء، خاصة بعد تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لوكالة الأنباء الألمانية والتي نُشرت الثلاثاء الماضي، مؤكداً عدم عودة السفير السعودي قبل تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا التي تشير التوقعات إلى أن ريغماز سيكون خارجها. وقال الجبير: “يمكنني أن أقول لكم إننا لسنا سعداء بالتصريحات التي صدرت مؤخراً من الحكومة الألمانية، نريد ضمانا بأن السعودية لا يتم معاملتها مثل كرة قدم”.
شك وتنبؤات متباينة
حالة من الشك والغموض يعيشها الساسة الألمان من تصرفات الرياض الإقليمية والدولية، ويبدو موقف الوزير الألماني متسقاً مع التقرير الذي أصدرته الاستخبارات الخارجية الألمانية عقب حرب اليمن عام 2015، وحذرت فيه مما دعته سياسة “الاندفاع والتسرع” للقيادة السعودية الجديدة.
سباستيان زونس، الخبير في العلاقات الألمانية السعودية، عزز هذه الفكرة بالقول: “هناك إجماع واضح على نقد العمليات العسكرية السعودية في اليمن. في المقابل، لا يسود اتفاق ورأي واحد فيما إذا كانت المملكة عامل استقرار أو عامل زعزعة استقرار في المنطقة، وهنا تكمن المشكلة”. ولفت في حديث له لوكالة الأنباء الألمانية إلى أن برلين لا تملك سياسة موحدة تجاه السعودية “تمكننا من صياغة مصالح واضحة معها، والبحث عن تسويات معها، وتقوية العلاقات مع الفاعلين السياسيين والثقافيين والاقتصاديين فيها، وكل ما سبق ضروري لبناء علاقات بناءة مع المملكة ومواكبة التحول السياسي فيها”.
ووصل الغضب السعودي من التصريحات والمواقف الألمانية إلى حد التهديد بفرض عقوبات على برلين، وهو ما لم يستبعده رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى السعودي، زهير الحارثي.
لكن “زونس” لا يعتقد أن الأمور ستصل لذلك الحد مع السعودية التي تمر بمرحلة تحول على الصعيد الاقتصادي، مبيناً أن النظام يعتزم جعل الاقتصاد غير معتمد على النفط، ولتحقيق ذلك فهو بحاجة لمستثمرين أجانب، ومن بينهم الألمان. يجب تبديد عدم الثقة التي نشأت، وأخذ المخاوف والاحتياجات السعودية بجدية، فالجهل والغطرسة ليسا مفيدين هنا”.
وكان الموقف الألماني من الأزمة الخليجية لافتاً إذ سارع الوزير زيغمار بعد ساعات من إعلان حصار قطر، في 6 يونيو 2017، إلى تأكيد تضامنه مع قطر، وفي نفس الوقت اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإثارة التوتر في منطقة الخليج الفارسي.
المصدر : الخليج اون لاين