أطفال صعدة .. معاناة يفاقمها استمرار العدوان والحصار
الهدهد / تقارير
لم يكن أطفال محافظة صعدة منذ عقود من الزمن يعيشون وضعاً مستقراً نستطيع أن نقول فيه أنهم كانوا في أمن وأمان فالمستشفيات كانت تعج بالمئات منهم من ذوي الحالات الصعبة وذلك نتيجة الأهمال والتهميش والاقصاء المتعمد للمحافظة في تلك السنوات الماضية من الخدمات الصحية والتربوية والاقتصادية وعلى كل صعيد ، كل ذلك كان قائماً ..إلا أن هذا العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم الذي أطلق عنانه العدو الأمريكي من العاصمة الأمريكية في السادس والعشرين من شهر مارس 2015م أتى بعنجهية فاقت التصور والمعقول فكان هدفه الرئيس هو الإنسان مباشرة وماله صلة به فدمر المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات وحتى المراكز الصحية في المديريات واستهدف الأسواق والطرقات والمزارع والقرى والمدن وأتى على البنية التحتية بالكامل في المحافظة ، بل وحد حتى من تحرك المواطنين انفسهم بين ممتلكاتهم وقصف المحافظة بشتى أنواع الإسلحة المحرمة وغيرها ،، كل ذلك خلق وضعاً مأساوياً على المستوى الإنساني فكثير من الأطفال الذين كانوا يعانون من سوء التغذية توفوا وكذلك كثير ممن يعانون من الأمراض المزمنة والتي تحتاج إلى رعاية يومية سواء ما يتعلق بأمراض الكلى أو السل أو السرطان وغيره ايضاً توفى أغلبهم والبقية يعيشون وضعاً كارثياً .
بعد ثلاثة أعوام من العدوان الإجرامي الغاشم لا زال الوضع صعباً وهو ما أكده لموقع أنصار الله مدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور عبد الإله العزي إذ أوضح أن العدوان اعتبر المحافظة من أول يوم محافظة عسكرية وبذلك لم يستثن شيئاً إلا واستهدفه سواء المستشفيات او المراكز الصحية أو غيرها ، وقصف مناطق كثيرة من المحافظة بأسلحة محرمة منها ما هو جرثومي كون بعض المناطق انتشرت الأمراض فيها وبشكل سريع جداً كالحصبة والسعال الديكي والجرب والسرطان والدفتيريا وغيرها من الأمراض الأخرى التي لم تظهر بعضها ولم نتعرف عليها إلا خلال هذا العدوان .
وأشار العزي إلى أن المحافظة بحاجة دعم من الجميع لتستطيع النهوض بالجانب الصحي بالمحافظة لافتاً إلى أن عمل المنظمات لا ترقى إلى حجم الاستهداف من قبل العدوان الغاشم ، بل ويصرفون كثير من الأموال في برامج وأنشطة ثانوية لا تلامس حياة المواطنين وتفيدهم موضحاً ان الوضع الوبائي وضع كارثي ويحتاج إلى جهود الجميع لمعالجته .
هيئة مستشفى الجمهوري بمدينة صعدة ايضاً أوضحت عبر رئيس الهيئة الدكتور صالح قربان أن الإقبال كبير جداً على الهيئة وأن المستشفى تستقبل يومياً ما يقرب من ألف حالة لكل الأقسام وبالتالي حوالي ثلاثين ألف حالة شهرياً كونها المستسشفى الوحيد في المحافظة التي تسقبل جميع الحالات بلا استثناء ، مؤكداً عدم قدرة الهيئة على المواكبة بالشكل الكامل نتيجة ازدحام المرضى ، وكذلك الجرحى من قصف طيران العدوان بشكل يومي مضيفاً أننا نعيش كذلك مشكلة قلة الأدوية التي نعاني منها كون دعم المنظمات قليل جداً ونحن نأسف لكل المرضى الذين يشترون علاجاتهم من الخارج وظروفهم صعبة أن لا نستطيع أن نعينهم في هذا الجانب .
كما أكد العزي وقربان أن هناك ارتفاع في أعداد حالات السرطان في المحافظة وكذلك الأمراض المزمنة نتيجة العدوان والحصار الغاشم لأكثر من ثلاثة أعوام ، وأن المديريات الحدودية تعيش أوضاعاً صعبة جداً خصوصاً أن العدوان استهدف جميع المراكز الصحية فيها ونتيجة بعد الطريق ووعورته إضافة إلى أن العدوان استهدف ايضاً الطرقات وبشكل متعمد ، وكذلك خشية الاستهداف من طيران العدوان ، والوضع الاقتصادي الصعب يفقد الكثير من الأطفال والنساء وحتى الكبار حياتهم إما في الطرقات أو في منازلهم وبين ممتلكاتهم سواء جراء غارات العدوان التي لم تتوقف يوماً أو الأمراض التي كان هو سبباً في ظهورها وانتشارها .
الجدير بالذكر أن قيادة المحافظة كانت أعلنت في الشهور الأولى من بداية العدوان المحافظة منكوبة إلا أن ذلك لم يكن ليردع تحالف العدوان الغاشم عن الكف عن غيه وإجرامه فما زاده ذلك إلا حقداً على المحافظة وابنائها مرتكباً مئات المجازر المروعة التي فاقت جرائم الحرب خسة ودناءة والتي يندى لها جبين الإنسانية مخلفاً آلافاً من الشهداء والجرحى أغلبهم نساء وأطفال وبينهم الكثير الذين اصيبوا بإعاقات دائمة ، ولم يكن ذلك ايضاً ليحرك الضمير العالمي وعلى رأسه الأمم المتحدة ومنظمات مايسمى بحقوق الإنسان إذ تكشف الأحداث والمآسي والجرائم البشعة التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها العدوان وتوثق بالصوت والصورة أنهم باتوا بدون ضمير ولا إنسانية وأن تلك الشعارات التي يسمعها العالم ويتغنون بها ليست الا ستاراً على بيعهم وشرائهم بحياة المواطنين إن في اليمن أو في غيره من البلدان الأخرى لقاء مبالغ من الأموال الحرام يتلقونها من الأنظمة الإجرامية التي تشارك وتتزعم في هذا العدوان .