5 أطعمةتتناولها يوميًّا قد تسبب لك ..المرض!
الهدهد ..
هل تحب أن تحتسي مشروب القرفة الساخن يوميًّا، وتنثر مسحوقها الطيب الرائحة على كل وصفات الطهي الخاصة بك، كي تُضيف نكهتها إلى طعامك أو تخلطه بعصير التفاح؟ هل أنت مولع بأكل المانجو، وتنتظر موسم الصيف من أجل الانقضاض على محصول هذه الثمرة المحببة إلى قلب الكثيرين؟ هل أنت من عشاق البطاطس، المقلية منها أو المطهية، ولا تغيب عن مائدتك أبدًا؟
إذن السطور القادمة تهمّك، ويجب عليك أن تقرأها بتأنٍ لتتعرّف إلى الخطر الذي قد يُحيط بك، وتأخذ حذرك؛ فبعض الأطعمة والتوابل التي نتناولها يوميًّا قادرة على إصابتك بالتسمم، وقد يصل خطرها إلى التسبب في وفاتك!
إليك خمسة أطعمة تتناولها يوميًّا قد تسبّب لك المرض:
1- القرفة قد تُدمر الكبد وتُسبب السرطان
يُستخرج تابل القرفة الشهير من الأوراق والبراعم، وأيضًا اللحاء العطري لشجر القرفة، وله العديد من الفوائد الطبية الجمة، مثل ضبط سكر الدم، ومكافحة الالتهابات الفطرية، ومضاد للتخثر، وشاع تداول القرفة في كل الحضارات القديمة، واستخدمها المصريون القدماء لإضافة النكهات والطعوم للمشروبات، وفي علاج الأمراض، وأيضًا في التحنيط.
لكن هل تعلم أن هناك نوعين من القرفة؟ قرفة حقيقية مستخرجة من شجرة القرفة السيلانية، وتعرف باسم (Cinnamomum verum)، وقرفة أخرى زائفة، تُعرف باسم القرفة الصينية (Cinnamomum cassia)، ولأن القرفة الحقيقية، غالية الثمن ونادرة الوجود، نجد أن مسحوق القرفة أو حتى العيدان المنتشرة في محلات البقالة والعطارة وفي كل مكان، ليست بالطبع القرفة الحقيقية، بل القرفة الصينية أو الزائفة، والتي تحتوي على نسبة عالية جدًا من مركب الكومارين، تصل إلى أكثر من ألف ضعف مقارنة بالنسبة الموجودة في القرفة السيلانية الحقيقية.
ومركب الكومارين السام، هو المركب المسؤول عن النكهة في القرفة، وأظهرت الدراسات أن تناوله فترة طويلة، يتسبب في إحداث مشاكل كبيرة في الكبد قد تؤدي إلى فشل كبدي تام، وكذا رفع معدل الإصابة بالسرطان، وشدّدت المفوضية الأوروبية على عدم زيادة الكومارين المستخدم مضافًا غذائيًّا عن 0.2 ميليجرام لكل كيلوجرام في الجسم يوميًّا، وأشارت إلى وجوب امتناع المصابين بأمراض الكبد، أو ذوي التاريخ المرضي مع السرطان، من تناول القرفة الصينية على الإطلاق.
2- البطاطس قد تُسبب الشلل وتؤدي إلى الوفاة
هل سبق وأن لاحظت وجود بقع خضراء على حبة بطاطس؟ هذه المادة الخضراء تنتجها الحبة لمقاومة الفطريات والحشرات، وللدفاع عن نفسها ضد الحيوانات، وتدعى سولانين، وهي مادة سامة جدًا، تؤثر في صحة الإنسان تأثيرًا كبيرًا، وقد تُسبب الموت.
إذ تظهر أعراض التسمم بالسولانين (Solanine poisoning) على هيئة أعراض عصبية وهضمية، مثل: الغثيان، والإسهال، والقيء، وحرقة الحنجرة، والصداع، والدوخة، والهلوسة، وفقدان الإحساس، والشلل، والحمى، وتوسع بؤبؤ العين، وتشنج بالمعدة، وذلك بعد حوالي 12 ساعة من تناول شخص البطاطس المحتوية على هذه المادة السامة. وتبلغ النسبة السامة من السولانين في حبة البطاطس الواحدة 1 مليجرام، وقد تتسبب هذه المادة في الوفاة إذا وصلت كمية السولانين إلى 2- 6 مليجرام، لكل كيلوجرام في الجسم. وكأيّ مادة سامة، فإن الخطورة بلا شك، ترتفع عند الأطفال، وكبار السن، والنساء الحوامل، وكذلك الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة، وأمراض هضميّة مزمنة.
وينصح خبراء التغذية والأطباء بتجنب شراء البطاطس المحتوية على بقع خضراء، أو التخلّص من كافة الأجزاء الخضراء والمتبرعمة من البطاطس قبل الطهي، واستهلاكها خلال بضعة أسابيع من شرائها، وعدم تخزينها فترة طويلة، بالإضافة إلى عدم سلق البطاطس المحتوية على مادة السولانين، لأن ذلك يساعد على انتشار المادة في الحبة كلها، وكذا التخلص منها فورًا، إذا كان مذاق البطاطس لا يزال مرًّا بعد الطهي، لأن ذلك يعتبر مؤشرًا على وجود هذه المادة السامة، ويُنصح أيضًا بقلي البطاطس عند درجات حرارة عالية لإبطال مفعول مادة السولانين.
3- المانجو قد يُسبب حكة جلدية وصدمة تحسّسية
هل تعاني من طفح جلدي وحكة وانتشار ما يشبه قرصات الحشرات في جسدك، بعد تناول ثمار المانجو سواء في الحال أو بعد ساعات، وتُعد من الممنوعين من تناول هذه الفاكهة المحببة؟ قد تندهش إذا علمت أن المشكلة ليست في لُب الثمرة، بل في القشرة الخارجية.
فأشجار العائلة البطمية (Anacardiaceae family)، مثل الكاجو والمانجو والفستق الحلبي والعليق، تنتج مادة كيميائية لزجة، ذات سُميّة، تعرف باليوروشيول Urushiol؛ تتواجد أيضًا في اللبلاب السام والبلوط السام، والسماق السام، وهي التي تتسبب في تهيج الجلد وتحسسه عند ملامسته، وتصل أحيانًا درجات التحسس المفرطة تجاه اليوروشيول إلى إحداث ما يُشبه الحروق في الجسم.
وعند تناول ثمار المانجو ذات القشور الملوثة باليوروشيول الذي تنتجه النهايات الجذعية للشجرة، تلامس هذه المادة اليدين والوجه والشفتين، مخلّفةً بقعًا حمراء، وحكّة شديدة وتورم، وإذا لم يتم غسل المناطق التي لامسها مركب اليوروشيول جيدًا، ينتشر في الجسم مسببًا التهابات حادة (acute allergic contact dermatitis)، قد تصل إلى صدمة تحسسية.
فلا يكفي فقط أن تمتنع عن تناول المانجو، إن كنت تعاني من التحسس الحاد تجاه اليوروشيول؛ بل يجب عليك أيضًا تجنب مصافحة شخص انتهى لتوه من تناولها، أو لمس الأدوات المستخدمة في تقشير وتقطيع المانجو، واعلم أيضًا أن ابتلاع كميات من هذا المركب السام، تُسبب الوفاة.
4- الفاصوليا الحمراء «النيئة» تسبّب التسمم
تحتوي الفاصوليا الحمراء على جليكو بروتين (مركب مكون من الكربوهيدرات والبروتين)، يسمى فايتوهيماجلوتينين phytohaemagglutinin، وهو ذو طبيعة سمية وموجود بصورة طبيعية في العديد من البقوليات، لكنه يتواجد بتركيز مرتفع وخطير في الفاصوليا الحمراء النيئة، إذ تتراوح نسبته بين 37 ألفًا إلى 53 ألف وحدة لكل جرام فاصوليا حمراء مجففة.
إذ يكفي تناول أربع أو خمس حبات من الفاصوليا الحمراء غير المطهية كي تظهر أعراض التسمم، التي تشتمل على القيء والغثيان واضطرابات الجهاز الهضمي بالإضافة إلى آلام في المعدة، خلال ساعات.
وينصح الأطباء بعدم تناول الفاصوليا الحمراء في صورتها الخام النيئة في السلطات والشطائر، ويجب نقع الحبوب طوال الليل ثم غليها مدة 10 دقائق على الأقل، كي ينخفض السم إلى مستوى مقبول وآمن، إذ إن نقع الحبوب مدة 18 ساعة، يزيل حوالي 22 إلى 66% من الفايتوهيماجلوتينين.
وينصح أيضًا بتجنب طهي الفاصوليا الحمراء في درجات حرارة منخفضة لا تصل إلى الغليان، لأن الطهي في درجة حرارة 80 درجة مئوية لا يؤثر في السم، الذي يجب أن يصل إلى درجة الغليان كي يتكسر.
5- جوزة الطيب: كثيرها يسبب الهلوسة والإفراط فيها يسبب الموت
جوزة الطيب واحدة من أكثر التوابل انتشارًا حول العالم، وقد شاع استخدامها في علاج الأمراض، وخاصة القلق والاكتئاب لما لها من تأثير مُسكن وما تسببه من خدر وسكون، واستخدمت أيضًا من أجل زيادة الشهوة الجنسية، واعتقدوا قديمًا أن لها القدرة على علاج الطاعون، وبالرغم من كل تلك الفوائد الطبية؛ تعد جوزة الطيب من أقوى الأطعمة التي لها تأثير في القدرات العقلية ومدى الوعي عند تناولها بكثرة.
فثمرة جوزة الطيب تحتوي على مستويات عالية من الميريستيسين، وهي مادة كيميائية ذات تأثير عصبي، يتم استخدامها عنصرًا أساسيًّا في المخدرات رخيصة الثمن، إذ إن تناول خمسة جرامات من مبشور جوزة الطيب (ما يعادل حوالي حبة كاملة) يُسبب تسمم حاد يصاحبه هلوسة وهذيان، وقيء، وإسهال، وعدم القدرة على الكلام، وفقدان القدرة على التحكم بالجسم، وضيق في التنفس، في حين قد يؤدي تناول 15 جرامًا منها (حوالي ثلاث حبات) إلى الموت.