أخر شاهد على جريمة إغتيال الرئيس الحمدي يكشف تفاصيل هامة وخطيرة تُنشر لاول مره عن دور “علي عفاش” وأخرين في تنفيذ العملية
تقرير / جمال محمد الأشول
من الذي قتل الحمدي؟ سؤال ستُثار له المخيلة الشعبية، على مدى العقود التالية، لتأتي بحكايات شتى، فرضيات متعددة، الا اننا اليوم وفي هذا التقرير نكشف لأول مرة الرواية الحقيقة حول مقتل الرئيس الحمدي ، تلك الجريمة التي تعد واحدة من أغرب جرائم الاغتيال السياسي التي أنهت حياة رئيس عربي بخنجر وطلقات مسدس لثلاثة ضابط كانوا مقربين من الحمدي ، بعد دقائق من إزهاق روح شقيق الرئيس واثنان آخرين إلى جانبه كانا يعدان من القيادات العسكرية المقربة للحمدي ، طبقاً لما ذكره شاهد عيان الذي يروي لنا القصة الكاملة لعملية الاغتيال .
عصر يوم الثلاثاء الموافــق : 11 / من أكتوبر عام 1977 م اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي الذي لقي ربه شهيداً بعد أن تربع على رئاسة اليمن ثلاث سنوات كثالث رئيسٍ للشطر الشمالي من الوطن اليمني بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، وذلك إثر حركة 13 يونيو التي قادها الحمدي واعتبرت العهد الثالث من الجمهورية كما وصفها الشاعر الراحل عبدالله البردوني وهي حركة لا يزال غالبية اليمنيين يرون أنها كانت تمثل ميلاد عهد جديد من التنمية والرخاء والاستقرار وبناء الدولة اليمنية الحديثة وتثبيت النظام الجمهوري وتحقيق أهداف الثورة.
صبيحة مقتل الحمدي :
يروي العميد الركن أحمد عبدالله منصر ـ الرجل المقرب من الرئيس الحمدي و قائداً لحرسه الخاص ونائباً لقائد المنطقة المركزية وصهراً للحمدي ، والشاهد على الجريمة ، في حوار لصحيفة 26 سبتمبر ، اطلع عليه يمني برس ، الذي اعد التقرير الأول من الحوار .
في تمام الساعة العاشرة صباحاً وصل عبدالسلام مقبل الى القيادة وأدى اليمين الدستورية بمناسبة تعيينه وزيراً للشؤون الاجتماعية والشباب.. وبعد اليمين مباشرة واثناء خروجهما معاً هو واحمد الغشمي قال الغشمي للزعيم الحمدي حرام وطلاق إنك اليوم ضيفي ورد عليه الحمدي وماهي المناسبة؟! فقال: بمناسبة عودة عبدالعزيز عبدالغني- رئيس الوزراء وتعيين السقاف وزيراً للشؤون والشباب وختان ولدي فتفاجأ الجميع. ، وتابع” ،في نفس اللحظة جاء عبدالله الحمدي حانقاً وغاضباً وفي يده ورقة قطعها وتشاجر مع الغشمي ، بسبب رفض الاخير صرف كافة السيارات المطلوبة لنزول الاول بأكبر قوة إلى أبين .
دعوة قتل على الغداء :
ويروى العميد الركن منصر تفاصيل عملية تصفية الرئيس الحمدي وشقيقة عبدالله .:
الخطة :
تمت جريمة الاغتيال بأسلوب لم يعهده اليمنيون، فقد استدرج فيها الرئيس إبراهيم الحمدي إلى وليمة غداء في منزل ، أحمد الغشمي بعد أن اصر الأخير عبر مكالمة للرئيس الحمدي بحضوره ، التي تمت بعد ان اجهز الغشمي على قتل عبدالله الحمدي شقيق الرئيس :
ويكشف منصر مضمون المكالمة الاخيرة بين الغشمي والحمدي ، التي اقنع فيها الأول الحمدي بحضور الغداء لتطييب خاطره وقال الغشمي ان عبدالعزيز عبدالغني سيتوجه معهم الى عدن وليس على إطلاع كامل بالموضوع لانه عائد من الخارج ويريد ان يجلس معه قبل الغداء خمس دقائق وكذلك ان عبدالله الحمدي عمل لهم نثرة في القيادة وحنق ولم يأت إبراهيم الناس سيقولون انهم على خلاف وانك وقفت ضد الغشمي مع اخيك..
توزيع القيادات المقربة من الرئيس الحمدي ، منهم كانوا في القيادة والاخر كان في اجتماع بمكتب الرئاسة من اجل اصدار بيان نزول الرئيس والوفد المرافق له الى عدن
المنفذون والمهام :
نذكر اسماء ابرز المنفذين لعملية اغتيال الحمدي ، وهما ، احمد الغشمي : الرجل الأول ، علي عبدالله صالح الذي وصفوة بالرجل الدموي ، واحمد عبده سعيد نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للمالية – عميلاً أمريكياً ومهمته حلقة الوصل بين منفذي العملية . ، ومحمد احمد الجندي وهو جزء من الصندوق الاسود للمؤامرة. حسن الشاطر ، محمد الغشمي عبدالله الكول، وحمود قطينة ، ومحمود مانع ، والحاوري
تفاصيل لحظة اغتيال الحمدي :
يقول العميد منصر ” اول ما دخل الحمدي مع الغشمي رأى اخاه عبدالله الحمدي مقتولاً وغارقاً في دمه فتأثر وكاد ان ينهار فقال الحمدي ما هذا يا احمد: ايش هذا يا غشمي تشتي تقع رئيس هات مسجلة وانا اقدم لكم استقالتي لمجلس القيادة واحضروا لي طائرة واعلنوا الاستقالة وانا مغادر للشعب وترأسوا.. احنا قمنا بثورة 13 يونيو معاً ثورة بيضاء وبدون اسالة قطرة دم واحدة وأنت ترتكب هذه الجريمة.. ما كان بش داعي يا احمد لاراقة الدماء خلاص هذا راح ضحية وما تشتي نسوي انا موافق ما عاد باقي معك يا احمد..
يقول منصر أن الغشمي حقيقة بدأ يراجع نفسه وقال تمام ودعا علي حسن الشاطر وقال له يحضر المسجلة الا انها حصلت مشادة وشجار بين الغشمي وبين علي عبدالله صالح كادت تؤدي الى افتضاح الأمر وكان علي عبدالله صالح يقول والله ما سبرت لابد من تصفيته لو تركناه يسافر سوف يعيدونه من طرف الدنيا ومعه شعبية كبيرة بالداخل.. عندها قام الشيخ محمد الغشمي وباشر بقتل الحمدي وطعنه بالجنبية وتبعه علي عبدالله صالح باطلاق الرصاص عليه من مسدسه ومن الخلف ثم وفى الثالث الذي هو عبدالله الكول الذي كان مصاباً مصاباً ومكوَّناً وقد كوَّنه عبدالله الحمدي اثناء مقاومته له هو وحمود قطينة حين اجهزا على عبدالله قبل ابراهيم بساعة .
يقول العميد منصر ، أن عبدالله الحمدى وعلي قناف زهرة وعبدالله الشمسي هما القيادات اللتان كان يعتمد عليهما الرئيس ابراهيم الحمدي لافشال أي مؤامرة عليه ، حيث تم تصفيه الثلاثة قبل تصفية الحمدي وفي نفس اليوم .
ويعتقد العميد منصر وأهالي علي زهرة وعبدالله الشمسي ، أن علي عبدالله صالح واللواء محمد الحاوري ، هم من قاموا بتصفيتهم .